“جسر المشاة المعلق”، مشروعٌ استيطاني افتتحته سلطات الاحتلال ليربط بين الجهة الجنوبية لوادي الربابة في بلدة سلوان والجهة الشمالية لجبل صهيون غربي سور القدس التاريخي.
يعد هذا الجسر جزء من مشروع توراتي ضخم يحيط بالبلدة القديمة وتروج له بلدية الاحتلال باستمرار، وهو واحد من 10 مشاريع استيطانية يستهدف بها الاحتلال بلدة سلوان المجاورة للمسجد الأقصى.
ويبلغ طول الجسر المعلق الذي تدّعي سلطات الاحتلال أنه سياحي نحو 240 مترا، وارتفاعه 30 مترا، ويبدأ من حي الثوري مرورا بأراضي المواطنين في حي وادي الربابة وصولا لمنطقة وقف آل الدجاني جنوب غرب المسجد الأقصى.
مشاريع سرقةٍ بعدةِ مآرب
الناشط المقدسي شادي سمرين أكد في حديثٍ خاص لـ “معراج” بأن الأراضي التي قام عليها هذا المشروع الاستيطاني وما سبقه، هي أراضٍ فلسطينية بحتة، لا يقيم عليها أي مستوطنين إسرائيليين، وملاك هذه الأراضي يملكون أوراق ملكية “طابو” تركي رسمي يثبت ملكيتهم لهذه الأراضي ومصدق كذلك من محاكم الاحتلال ودائرة الأراضي التابعة لسلطات الاحتلال.
وأوضح الناشط سمرين بأن مشروع “الجسر المعلق” التهويدي يهدف لمصادرة ما يقارب 200 متر تقع في بلدة سلوان بين حي وادي الربابة وحي الثوري تعود ملكيتها لكل عائلات سلوان، ويضم مطعم وحديقة حيوان مصغرة.
وأضاف: “الاحتلال عبر هذه المشاريع يهدف لمصادرة أراضي المقدسيين وإحكام السيطرة عليها في سبيل تحقيق عدة مآرب، أولها التضييق على المقدسيين في أملاكهم وأرزاقهم التي يحصلون عليها من عوائد إنتاج الزيت والزيتون الذي يزرعونه في هذه الأراضي وصولاً إلى ترحيلهم طوعاً أو قسراً”.
ويتابع: “الأمر الثاني الذي يسعى الاحتلال للوصول إليه هو إحلال المستوطنين عبر مشاريع جذب سياحي إسرائيلي ديني بالدرجة الأولى إلى أراضينا المصادرة في هذه المنطقة تحديداً”.
تهويد ديني توراتي
ويشير الناشط سمرين إلى أن الاحتلال ينظر باهتمام بالغ لهذه الأراضي باعتبارها بحسب ما يدعون “منطقة الحوض المقدس” والتي تبعد فقط على أسوار المدينة المقدسة وأبواب الخليل والنبي داوود والمغاربة ما يقارب 200 متر فقط.
وشدد سمرين على أن هدف الاحتلال الأول من وراء مصادرة أراضي وادي الربابة هو المحافظة على مسار تهويدي توراتي يبدأ من باب الخليل في القدس الغربية مروراً بوادي الربابة ثم نزولاً لعين سلوان التي تعد وقف إسلامي ويدعي الاحتلال أنها مياه مقدسة لهم يردون إليها بعد قيامهم بطقوسهم التوراتية في حائط البراق ثم يعودون مجدداً صعوداً في هذا المسار لاستكمال صلواتهم في حائط البراق.
ولفت إلى أن دولة الاحتلال وبمساعدة الجماعات المتطرفة تقوم بشكل مستمر بعمل حملات دعائية وإعلانات ودعوات في وسائل الإعلام لليهود في شتى دول العالم لزيارة ما يسمونها بمنطقة “الحوض المقدس” وتحديداً فيما يسمى بـ “يوم توحيد القدس” الذي تنطلق فيها مسيرات الأعلام وتشهد دائماً تخريب واعتداء وحرق للأشجار وسطو على ممتلكات المقدسيين على يد المستوطنين المتطرفين وبحماية قوات الاحتلال.
وأضاف:” المستوطنين اليهود يسعون من خلال هذه المشاريع التهويدية لسرقة الأرض وسرقة التاريخ والهوية كذلك، فضمن مشروع “الجسر المعلق” أنشأ الاحتلال حديقة حيوان مصغرة وضع فيها مجموعة من “الحمير والأغنام” ويقوم المستوطنون بالنزول إليها بشكل دائم مرتدين الزي البدوي ويرعون الأغنام ويشربون القهوة العربية “السادة” وكأنهم يريدون القول بأنهم هم أصحابها الكنعانيين الأصليين وهذه عاداتهم منذ الأزل.
وأكد سمرين أن الاحتلال يظن واهماً بأن ما جرى في النكبة الفلسطينية عام 1948 والنكسة عام 1967 يمكن أن يتكرر ويمكن أن يزحزح الفلسطينيين من أرضهم، مشدداً على أن المقدسيين صامدين صابرين على أرضهم رغم كل محاولات التهجير والطرد والاقتلاع المستمرة.