بقلم: عزات جمال
تعددت أشكال الاعتداءات الصهيونية على المسجد الأقصى المبارك، إلا أن القاسم المشترك بينها هو استنادها للبعد الديني والتعاليم التوراتية، فلم يعد هناك أدنى شك بأن دولة الاحتلال ومستوطنيها يعلنون حربهم الدينية على المسجد الأقصى المبارك قاصدين استهداف إسلاميته
فالإقتحامات مستمرة لا تتوقف في ساحات المسجد ويصاحبها طقوس تلمودية يسعى من خلالها الاحتلال لتمرير التقسيم المكاني عبر اقتطاع جزء خاص بالمستوطنين في داخل الأقصى، بعدما نجح في تثبيت مواعيد يومية خصصها للمقتحمين من المستوطنين، في المقابل كثفت شرطة الاحتلال من إجراءات منع المرابطين والمرابطات من الوصول للمسجد الأقصى، من خلال التضييق عليهم بالإبعاد والاعتداء الجسدي والغرامات الباهضة والسجن.
في ظل صمت وغياب لأي رد فعل حقيقي أو مؤثر من الحكومة الأردنية ووزارة الأوقاف فيها صاحبة الوصاية القانونية على الأقصى أو السلطة الفلسطينية التي ذهبت لاجتماعات العقبة وشرم الشيخ الأمنية قبل أيام قمع بدء شهر رمضان المبارك لهذا العام تصاعدت الدعوات الشعبية المطالبة للحكومة الأردنية بالعمل على الايعاز للأوقاف بفتح باب الاعتكاف من بداية الشهر الكريم، لاغتنام ليالي رمضان ولتشكيل حماية للمسجد في ظل الاعتداءات الصهيونية المتوقع أن تصل إلى ذروتها في تاريخ ٨٤٢٠٢٣ الذي يصادف عيد الفصح العبري لدى دولة الاحتلال، والذي يحشد له المستوطنون أنصارهم من أجل اقتحام المسجد الأقصى وممارسة شعائرهم التوراتية في ساحاته، فتجاهلت الأوقاف الدعوات ولم تعرها أدنى اهتمام
وفي ظل التجاهل الأردني بادر العشرات من المرابطين والمرابطات وشكلوا مبادرة كريمة، تقوم على إحياء ليالي رمضان في المسجد الأقصى، وقد نجحوا بذلك على مدار يومين، لكن الاحتلال المجرم لم يرق له ذلك ودفع بقواته العسكرية لإقتحام الأقصى والاعتداء على الرجال والنساء وإخراجهم لخارج المسجد، ولم تعقب الأوقاف الأردنية على الإعتداء الإجرامي؛ بل إن المصادر الإعلامية ذكرت أن بعض حراس المسجد الأقصى التابعين للأوقاف الأردنية طالب المعتكفين بالمغادرة، وهو الأمر الذي يدفعنا للتساؤل هل هناك اتفاق ما مع حكومة الاحتلال حول منع الاعتكاف عقدته الأوقاف أم هو عجز عن المواجهة وغياب للإرادة ؟!
ولماذا يستمر الصمت على العدوان على المسجد الأقصى وعلى زواره وعباده من المرابطين والمرابطات، وما دور الأوقاف الأردنية في المسجد إن لم يكن حمايته من عدوان الاحتلال ومستوطنيه، من حقنا أن نسأل ونحن نشاهد شرطة الاحتلال وقد حولت المسجد وساحاته لثكنة عسكرية و أمنية، تمارس فيها كل أشكال التنكيل والقمع والعدوان على شعبنا.
أما وإن الأوقاف الأردنية عجزت عن أداء دورها في الحفاظ على المسجد والدفاع عنه، فلماذا تحرم المرابطين والمرابطات من هذا الدور الذي يتوقون للقيام به، خاصة في هذا الشهر الكريم المبارك الذي يضاعف فيه الأجر والثواب.
إن استمرار الصمت على عدوان الاحتلال وخذلان المرابطين والمرابطات المدافعين عن إسلامية المسجد الأقصى يجب أن يتوقف، سواء من الأوقاف الأردنية أو كل الجهات الرسمية القادرة على رفع الصوت فى وجه العدوان، كما يجب أن نشارك جميعنا في معركة الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك بكل ما نستطيع، ولنكن السند المآزر لشعبنا الفلسطيني الذي سيزحف من كل أرجاء فلسطين المحتلة باتجاه المسجد الأقصى للاعتكاف في جنباته والدفاع.
إن الدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في ظل تصاعد حرب الاحتلال الدينية عليه هو ضرورة وواجب يجب أن يبادر الجميع لهذا الشرف قبل فوات الأوان، فالمجرمون الصهاينة عازمون على انتزاعه من أمة الإسلام وإنشاء هيكلهم المزعوم مكانه، وهم لا يخفون ذلك بل ينشرون صور ومخططات تثبت ذلك، مدعومين من حكومتهم الفاشية التي توفر لهم كل أنواع الدعم لتحقيق ذلك.