بقلم: د. مصطفى الصوّاف
يحاول الإعلام العبري التركيز على حركة الجهاد الاسلامي، واتهامها بأنها من تقوم بإطلاق الصواريخ تجاه مستوطنات ومدن الاحتلال.
الاحتلال يريد الاستمرار في سياسته من أجل الاستفراد بالقوى والفصائل الفلسطينية كل على حدا. محاولة لدق أسافين الفرقة بينهم، رغم أن المقاومة وعبر غرفتها المشتركة والمتحدثين باسمها؛ تؤكد بأن القصف الذي جرى من المقاومة ضد الاحتلال ومدنه، هو قصف وفق تعليمات الغرفة المشتركة؛ أي هو رد فلسطيني مقاوم مشترك على جرائم الاحتلال، الذي لازال يمارس عدوانه على الشعب الفلسطيني إلى اليوم 10 مايو/آيار 2023، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحي، وإن رشق الصواريخ هو رد فقط على جرائمه التي يستهدف بها القطاع.
محاولة الاحتلال تسليط الضوء على حركة الجهاد، سواء عبر إعلامه وقادته السياسيين والعسكريين، هي حركة مكشوفة للمقاومة الفلسطينية، والتي أكدت أن ردها سيبقى رداً جماعيًا عبر غرفة العمليات المشتركة.
الحديث عن بداية معركة مع الاحتلال مرتبط بالوقائع على الأرض، وقد يكون اليوم هو البداية. المقاومة ترقب وتتابع مجريات الأحداث بشكل دقيق، وسيكون ردها كما قلنا سابقاً، في الوقت التي تقرره هي، وليس الاحتلال وإن تأخر هذا الرد أيام، ولكنه قادم لا محالة.
من وجهة نظري المعركة لم تبدأ بعد، وربما يكون أمامنا أيام أخر، وما حققه هذا الانتظار من حالة إرباك شديد داخل المجتمع الصهيوني، هو أمر ممتاز، وننتظر مزيد من الإرباك في صفوف المستوطنين، ومن ثم سيكون هناك قولاً مختلفًا من المقاومة عندما تقول كلمتها.
المقاومة مستمرة، والتخطيط لديها على أشده، ولن تتأثر بما يصدر من قبل الاحتلال وقادته، وإن كان مأخوذ بالحسبان، ولكن المقاومة لم تقل كلمتها بعد.