قال الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ورئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث سلوك الاحتلال في المسجد الأقصى إن سلوك الاحتلال بعد قرار منع اقتحامات المستوطنين وفرض الاعتكاف بالقوة يدلل على تخبط الاحتلال لاهتزاز عنصر “السيادة” له على الأقصى.
وأشار بكيرات خلال حديثٍ خاص لـ “معراج”، بأن هذا السلوك يدلل على أن الاحتلال يركّز على 3 قضايا، أولها أنه السعي منذ اليوم الأول لتفريغ المسجد الأقصى من خلال الاعتقال أو الابعاد والملاحقة للمرابطين والمعتكفين في ساحاته.
وأكّد بكيرات أن مجيء هذه الأعداد المهولة للمسجد الأقصى المبارك (حوالي ربع مليون مصلّ)، رغم كل الإجراءات العسكرية والأمنية والقيود المشددة التي فرضها الاحتلال، أفقدت الاحتلال صوابه، وجعله يعاود التخطيط لسياسة تفريغ المسجد بسبل جديدة.
وتابع: “القضية الثانية هي رغبة الاحتلال بإثبات وجوده، والقول بأن كل ما في المسجد تحت سيادته ولا يمكن أن يكون إلا بإذنه، كما أنه يريد أن يعيد الهيبة لحكومة مليئة بالمتطرفين والعنصريين”.
وأوضح بكيرات لـ “معراج” بأن ما جرى من ملاحقة واعتقال للمرابطين هي رسالة تخويف للمرابطين والمعتكفين، ورسالة لهم بأنهم تحت قبضة الاحتلال وباستطاعته أن يفعل بهم ما يشاء، وأن يصل إليهم متى شاء لثنيهم عن الرباط في المسجد الأقصى.
وشدد بكيرات على أن ثبات المعتكفين في الأقصى قضية أساسية وسنة إسلامية، واستمرارهم في اعتكافهم هو الرد الطبيعي على كافة السياسات التي تحاول حكومة الاحتلال اتباعها وفرضاها على الفلسطينيين.
وتوقّع بكيرات أن يبقى الاحتلال ومستوطنيه رهينة قرار منع الاقتحامات وأن يلتزموا به التزاماً تاماً، وذلك لعدم رغبتهم في إثارة الساحات الفلسطينية والعالم الإسلامي والعربي مرة أخرى، في ظل ما تشهده حكومة الاحتلال من اضطراب.
وأضاف: “ليس من مصلحة حكومة الاحتلال في هذه الآونة بالمطلق أن تنقض أي اتفاق جرى بما يتعلق بقضية الاعتكاف”.
ودعا بكيرات جموع المرابطين والمعتكفين بالمسجد الأقصى للحذر أولاً ولإتمام اعتكافهم ورباطهم ثانياً في باحاته حتى عيد الفطر كما هو معهود، لأن استمرارهم في الاعتكاف وتواجدهم في المسجد الأقصى هو أكبر انتصار.