بقلم: د. غسان مصطفى الشامي
تشتد وتيرة اقتحامات قطعان المستوطنين المسجد الأقصى المبارك، بل وتزاد جرائمهم، ولا سيما في الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك، دون احترام لحرمة هذا الشهر الفضيل، ودون أي اعتبار للمساس بمشاعر المسلمين في كل أصقاع الأرض، حيث ينفذ المستوطنون يوميا اقتحامات لباحات المسجد الأقصى وتحت حراسات مشددة من جنود الاحتلال وقواته التي تعمل ضمن حالة الطوارئ في هذا الشهر المبارك تحسبا لأي عمليات فدائية في القدس وأحيائها ضد الصهاينة؛ وقد نشرت قوات الاحتلال أكثر من 2000 جندي في شوارع القدس وأزقتها؛ لفرض المزيد من الإجراءات على المصلين والمرابطين والمعتكفين في المسجد الأقصى، وأيضا بهدف منع وصول المصلين للأقصى، لكن على الرغم من كل العقبات والحواجز الحديدية المنتشرة في طرقات وشوارع القدس فإن المصلين والمرابطين وصلوا للأقصى بالآلاف، وأدوا صلاة الجمعة الأولى في باحاته، مخترقين كل الحواجز والعقبات في الطرقات والشوارع.
إن مواصلة قطعان المستوطنين اقتحامات المسجد الأقصى، وما تقوم به شرطة الاحتلال من تفريغ باحات الأقصى من المصلين والمعتكفين والمرابطين يمثل جريمة كبيرة بحق المسجد الأقصى، ويعد أمرا بالغ الخطورة، وقد يكون صاعق التفجير لمواجهةٍ بالنار من أجل القدس، وبهدف والوقوف في وجه هذه الجرائم ووضع حدٍّ للتمادي بها.
إن هذه الاقتحامات تشتد ونحن نتفيأ ظلال ونفحات شهر رمضان المبارك؛ حيث يصر الصهاينة على الاقتحام بهدف التنغيص على الفلسطينيين والمقدسيين في هذا الشهر الفضيل، وإفساد عبادتهم في المكوث في المسجد الأقصى وإقامة التراويح وإحياء ليالي رمضان المباركات.
إن سلطات الاحتلال تسعى لفرض واقع احتلالي جديد على المسجد الأقصى عبر مخططات وسياسات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى المبارك، بل وتسعى سلطات الاحتلال جاهدة لتنفيذ هذه المخططات من خلال استمرار الاقتحامات والمطاردة لأهل القدس وإبعاد المرابطين، وأئمة الأقصى ومشايخه.
إن ما يقوم به قطعان المستوطنين من اقتحامات واستفزازات يومية يمثل مؤشرا خطيرا على مخطط إجرامي صهيوني أكبر للمساس بالأقصى وتدنيسه، دون اعتبار لحرمة شهر رمضان وحرمة تدنيس باحات المسجد الأقصى وطرد المرابطين والمصلين والدعاة.
إن كل اقتحامات الصهاينة التي تستهدف تغيير الواقع في المسجد الأقصى ستبوء بالفشل كما باءت كل المشاريع السابقة بالفشل، وأبرزها وضع البوابات الإلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وإغلاق باب الرحمة وغيرها من المخططات التهويد والاستيطان؛ ولن ينجح الصهاينة في فرض مخططاتهم التهويدية، واستمرار جرائمهم بحث الأقصى؛ بل سيتصدى أبناء شعبنا الفلسطيني والمرابطين بكل قوة وتحدٍّ وصمود لهذه الجرائم.
إن أصوات التكبيرات والتهليلات التي أطلقها المرابطون والمعتكفون في المسجد الأقصى في وجه المحتلين ستتواصل وستستمر، ولن تنجح هذه الاقتحامات في ثني عزيمة وصمود المرابطين عن الدفاع عن المسجد الأقصى ومواصلة الرباط فيه، لأن الرباط فيه عقيدة وجهاد.
إن تكثيف الاقتحامات للمسجد الأقصى، والإيغال في دماء شعبنا الفلسطيني يهدفان لحرف الأنظار عن المشكلات الداخلية في الكيان، وإشغال الصهاينة بالأقصى ومخططات هدمه لبناء الهيكل المزعوم.
يجب على كل أبناء أمتنا العربية والإسلامية النهوض وتكثيف الدعم والمساندة للقدس وأهلها، ومحاربة الصهاينة في كل أماكن وجودهم، واستغلال أيام شهر رمضان المبارك بتكثيف الدعوات للقدس والأقصى والمرابطين فيه أن يثبتهم في مواجهة جرائم الاحتلال، والوقوف بوجه المخططات الصهيونية بحق القدس الأقصى؛ وضرورة تفعيل مساندة ودعم الأقصى عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر أصحاب الضمائر الحية في العالم ومحبي ومناصري القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني.