اقتحامٌ مفاجئ لم يتعدَ بضع دقائق، جاء على سبيل المباغتةِ والغدر المعهود، رغم تأكيد وسائل إعلام عبرية أن “بن غفير” تراجع عن اقتحامه للأقصى بعد اتصال تلقاه من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مساء أمس.
اقتحام بن غفير الذي مثّل إيفاءً بوعدٍ قطعه أمام ناخبيه في حملته الانتخابية بأن يقتحم الأقصى فور تنصيبه وزيرا، جاء ليعبر عن التوجهات التي تحملها الحكومة بشكل متطرف وأنها قد تذهب إلى حسم بعض القضايا مع الفلسطينيين فيما يتعلق بالمسجد الأقصى وغيرها من الملفات.
زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الإسرائيلي السابق يائير لابيد، أشار في تغريدة له بأن “إسرائيل” لا تقبل إملاءات من أحد فيما يتعلق بأمنها، مشيراً إلى أن قضاء بن غفير 13 دقيقة في الحرم القدسي وضع “إسرائيل” في خلاف مع “نصف العالم”.
لاقى هذا الاقتحام استنكاراً كبيراً وإدانةً فلسطينيةً وعربيةً واسعة، فانطلقت الدعوات لوقف الانتهاكات الخطيرة والاستفزازية للمقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى، مشددين على أن مثل هذه الممارسات تمثل خرقاً فاضحاً ومرفوضاً للقانون الدولي، وللوضع التاريخي والقانوني القائم في القدس.
النائب المقدسي في المجلس التشريعي إبراهيم أبو سالم قال في حديثٍ خاص لـ”معراج”، إن الاحتلال يقوم بكل هذه الانتهاكات بحق مقدساتنا لأنه يسير على مبدأ “إن لم تستحِ ولم تَخَف إصنع ما شئت”، ومن يخيف هؤلاء إن كان أصحاب الشأن “مشيرً إلى المسلمين” لا يحركون ساكنا ولا يبدون موقفا.
وأوضح النائب أبو سالم أن اقتحام جماعات المستوطنين للمسجد الأقصى أمر لم ينقطع منذ عام 196، ولكن هذا العام تخطت أعداد المقتحمين كافة الأرقام في تحدٍ جديد للأمة العربية والإسلامية، في ظل التقاعس والانبطاح العربي والإسلامي وحملات التطبيع المهينة.
ولفت أبو سالم إلى أن كل انتهاك أو اعتداء جديد بحق الأقصى وأهله على يد المتطرف الفاشي بن غفير متوقع وممكن، والأيام القادمة ستشهد على ذلك، مشيراَ إلى أنه لم يكن أحد يتوقع أن ينفخ بالبوق وتمارس الرقصات والصلوات التلمودية وتنتهك حرمة الأقصى بالنساء السافرات المتبرجات على أعتاب الأقصى ومصلياته، لكن كل ذلك حدث على مرآى ومسمع العالم.
وشدد النائب أبو سالم على أنه لولا صمود وثبات ورباط أهل القدس وتكبيرات مرابطات الأقصى في وجه المستوطنين لجاء الاحتلال جهاراً بجرافاته وهدم الأقصى.
ووجه أبو سالم رسالة للمرابطين قائلاً: “أنتم شرف عظيم وعلى أكتافكم أمانة عظيمة فأنتم تذودون عن آيةٍ من القرآن ورسالة المساجد ومسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فلا تفرطوا ولا تقصروا ولا تتوانوا وعليكم الرباط في كل الأوقات وكل الأماكن فإن صنيعكم جهاد، وأجركم أجر عظيم.
ونبّه أبو سالم الأمة العربية والإسلامية قائلاً: إذا انتصر الأقصى بفضل غيركم، وان أسيئ للأقصى فالخزي والذل على وجوهكم والعار لكم.