بعد تسلم تحالف أحزاب الليكود والصهيونية الدينية والحريديم، الحكم وفوزهم بالانتخابات الإسرائيلية بأغلبية تمكنهم من قيادة حكومة أكثر استقراراً بقيادة نتنياهو، تضمّ، إلى جانب حزب الليكود، وحزب الصهيونية الدينية بقيادة إيتمار بن غفير، الذي يدعو إلى ترحيل الفلسطينيين، بل إبادتهم، يرى مختصون أن الأوضاع تسير في طريقها إلى التصعيد ومزيد من الانتهاكات والاعتداءات على كافة الأصعدة.
الباحث في الشأن المقدسي طارق العكش قال في حديثٍ خاص لـ”معراج” إن الخطورة في هذا الانتخابات تتمثل في فوز من لهم خطط معلنة وخطيرة جداً بما يتعلق بمدينة القدس المحتلة وتهويد المسجد الأقصى على وجه الخصوص.
ونوه العكش إلى أن أبرز الفائزين في هذه الانتخابات المتطرف إيتمار بن غفير الذي يوصف بمفجر الأوضاع في القدس، له خطط معلنة أبرزها البدء بتحويل الأقصى إلى كنيس من خلال السماح لليهود بالصلاة علناً بشكل رسمي داخل باحاته، فهو يعتبر من أتباع حركة كاخ اليهودية المتطرفة، التي تعد أشهر الجماعات المعنية بهدم المسجد الأقصى.
وأشار العكش إلى أن بن غفير يخطط لبدء بناء الهيكل بشكل علني عبر إنشاء مبنى للمستوطنين داخل ساحات الأقصى بحجة حمايتهم من الشمس والمطر، وقد قاد حملته الانتخابية على ظهر الانتهاكات التي وعد بها المستوطنين في الأقصى والتسهيلات التي ستقدم لهم للتنفيذ صلواتهم وطقوسهم الاستفزازية بكل حرية.
ولفت العكش إلى أن الانتخابات الإسرائيلية أثبتت أن الجمهور الإسرائيلي بأغلبيته الساحقة يظهر الرغبة ويتجه نحو التعامل بعنصرية أوضح وقمع أشد على العرب والفلسطينيين، وعلى ما يبدو أن الشعب الفلسطيني في كل مناطق تواجده وبالأخص في مدينة القدس المحتلة سيتعرض لتحديات صعبة في هذا السياق.
وتابع : “مدينة القدس على وجه الخصوص ستنال النصيب الأعظم من هذه التحديات القادمة فالمقدسات أولاً في مرمى الخطر كما أشرنا سابقاً، وأيضاً معركة أسرلة التعليم وفرض المناهج الإٍسرائيلية ستكون في الصدارة على صعيد آخر مع ترشيح فريق بن غفير لتسلم حقيبة التعليم، ناهيك عن تصاعد المشاريع الاستيطانية والتهجير القسري الذي ينتهجه الاحتلال في سياسة هدم منازل المقدسيين”.
وشدد العكش على أن دولة الاحتلال بتأييد ودعم من الشارع الإسرائيلي ستنتهج سياسة الضغط والقمع الشديدان للتعامل مع الفلسطينيين، وعلى الصعيد الآخر ستشهد المنطقة تصاعداً لعمليات المقاومة النوعية من قبل الفلسطينيين، مشيراً إلى أن الحكومة الحالية لم تتعلم بعد من سابقاتها التي قادها أكبر وأعظم مجرمي التطهير العرقي واضطرهم الفلسطينيين لإبراز وجه السلام بعدما قادوا الانتفاضات والثورات المتعاقبة التي أظهرت عجزهم عن السيطرة على شعب يمتلك حق ويرزح تحت الاحتلال.