هدوء حذر في القدس، وحصار أخف وطأةً خيم اليوم على مخيم شعفاط وبلدة عناتا في المدينة، هكذا بدا المشهد صباح اليوم الخميس، بعد مواجهات اشتعلت بين المقدسين وقوات الاحتلال في كافة أرجاء المدينة، تزامناً مع إعلان يوم غد الجمعة يوم غضب شعبي وتصعيد ميداني في كل مناطق وأحياء القدس، وأن يكون كذلك يومًا لنصرة المسجد الأقصى ورفض لكافة أشكال الحصار.
المحامي المقدسي مدحت ديبة قال في حديث خاص لـ “معراج”، إن مخيم شعفاط شهد تخفيفاً جزئياً ملموساً منذ صباح اليوم، تمثل بفتح حاجز المخيم وإتاحة المجال للدخول والخروج منه، مؤكداً على أن العصيان المدني الذي أعلنه أهالي المخيم قد آتى أكله بحذر، فإن بقي الوضع كما هو عليه من حالة التخفيف، فإن الأهالي سوف يعلنون عن إنهاء حالة العصيان المدني هذا المساء، وإن عادت التشديدات فسيبقى الوضع على ما هو عليه من عصيان كامل.
وأضاف المحامي ديبة: “منذ بدأ حالة العصيان المدني في المخيم شهدنا تأثيره الإيجابي على تدهور الوضع الاقتصادي للاحتلال، وبالأخص على قطاعي المواصلات والصحة، حيث أن الغالبية من السائقين والعاملين في المراكز الصحية في مدينة القدس هم من أهالي مخيم شعفاط، فهم يشكلون ما نسبته 50% من مجموع العمال في مرافق المدينة”.
وأكد ديبة على أن الإضراب الشامل لا يزال يعم كافة أرجاء مخيم شعفاط حتى اليوم، إضافة إلى المدارس التي اقتصر فيها التعليم على التعليم عن بعد، نظراً للأوضاع السائدة منذ مساء أمس في كافة أرجاء القدس.
وتابع: “المخيم يشهد كثافة في وجود قوات الاحتلال في ساعات الليل، ومداهمات لعدد من المنازل في إطار البحث والتحري عن منفذ عملية حاجز شعفاط التي وقعت مساء السبت الماضي، إضافة للاعتقالات المستمرة فحتى مساء أمس سجلت 24 حالة اعتقال تم الإفراج عن معظمهم وبقي منهم 9 مواطنين رهن الاعتقال تم التمديد لهم حتى يوم الأحد.
وحول متابعة الأوضاع المعيشية أوضح ديبة وجود وحدة حال وقرار ولجان شعبية في كافة أرجاء المخيم الخمسة، كانت على متابعة دائمة للأوضاع المعيشية والحياتية لأهالي المخيم في كافة مناطقه، في ظل الحصار المفروض عليه، وقد تابعت هذه اللجان بالأخص العائلات الأكثر تأثرا بذلك والتي تعتمد اعتمادا كليا على دخلها اليومي في توفير قوتها.
وفي سياق متصل، يشهد مخيم شعفاط حالة من التكاثف والتعاضد للوقوف في وجه ممارسات الاحتلال العنصرية وبالأخص حالة العقاب الجماعي التي يقع كافة المخيم لليوم الخامس على التوالي تحت وطأتها، وفي هذا هذا السياق انطلقت عدد من الحملات الفردية للتجار في المخيم للوقوف إلى جانب الأسر والعائلات التي تعتمد اعتمادا كليا على الدخل اليومي في توفير قوت يومها.
وحول هذه الحملات تحدثت معراج مع المواطن المقدسي محمد دعنا “أبو نجاتي”، أحد التجار المبادرين في إطلاق حملة لتوفير المواد الغذائية والطبية لكافة أهالي المخيم في ظل الحصار المفروض عليه، والذي بدوره أكد أن هذه المبادرة جاءت لإسناد الأسر المتضررة بسبب اعتمادها على الدخل اليومي، وقد تم إطلاقها من دافع اجتماعي ووطني مشترك للوقوف إلى جانب أصدقاءنا وأهلنا في هذا الوضع الاستثنائي.
وحول تجاوب المواطنين مع هذه الحملة أكد “أبو نجاتي” أن هناك تجاوب كبير، وتم توزيع عدد كبير من الطلبيات على العائلات، لافتاً إلى أنه لم يكن يتوقع وجود هذا العدد من العائلات التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة وتعتمد فقط على دخلها اليومي.
وأشار أبو نجاتي إلى أنه قد عاهد نفسه على أن يستمر في هذه الحملة مهما بلغت ومهما طالت فترة الحصار على أهالي المخيم قائلا: “مهما رح نوزع ربنا رح يعوض”.