لليوم الثالث على التوالي، تواصل قوات الاحتلال فرض طوق أمني وعسكري يتمثل بحصار مشدد على مناطقٍ متفرقة من مدينة القدس المحتلة أبرزها، مخيم شعفاط، وبلدة عناتا، ومنطقة حاجز قلنديا العسكري، في ذات الوقت الذي تواصل فيه عمليات بحثها عن منفذ عملية شعفاط، التي قتلت على إثرها جندية إسرائيلية وأصيب جنديان بجراح متفاوتة.
حصار المدينة شمل كافة مناحي الحياة، فالطرقات تقطعت أوصالها بالحواجز العسكرية ومُنع المقدسيون من الذهاب لأعمالهم، وأغلقت المدارس عقب الإعلان عن تعليق الدوام في مدارس مخيم شعفاط وبلدة عناتا الحكومية والخاصة، حرصا على الطلبة، وتعطلت الحركة التجارية، ومنعت الطواقم الطبية من الدخول إلى المناطق المغلقة وإسعاف المصابين في ظل استمرار اندلاع مواجهات بين الفينة والأخرى مع قوات الاحتلال.
المحامي المقدسي خالد زبارقة قال في حديث خاص لـ “معراج”، إن الاحتلال الإسرائيلي بممارساته هذه ينفذ جريمة ضد الإنسانية ترتقي لجريمة حرب تستوجب الملاحقة القانونية، ويدلل على أنه هو المتسبب الأول والأخير لكل التوتر الحاصل في مدينة القدس، بممارساته العنصرية ضد الفلسطينيين وحياتهم وحريتهم ومقدساتهم وهويتهم، فهو يشن حرب يومية شعواء على كل مناحي حياة الفلسطينيين بمدينة القدس.
وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي يحاول استغلال الأحداث على الساحة المقدسية استغلالا سيئاً، من أجل أن يمرر ويفرض أجندة جديدة ساعياً إلى تغيير واقع مدينة القدس في عدة أماكن، أولاً، في المسجد الأقصى عبر محاولاته لفرض وجود يهودي تلمودي ديني بقوة السلاح، وثانياً تغيير واقع المدينة نفسها و خاصة البلدة القديمة عبر ممارساته التهويدية التي نلمسها ونشهدها في كافة القطاعات الحياتية في المدينة”.
وأشار زبارقة إلى أن الاحتلال يمارس العقاب الجماعي بحق كافة أهالنا في مخيم شعفاط فهناك ما يقارب 200 ألف شخص يعيشون تحت حصار متكامل في تصرف هستيري وغير قانوني، في محاولة لرد الصفعة التي تلقاها فهو يريد أن يستعيد كرامته وكبريائه.
وتابع: “إسرائيل تسعى لتهويد كامل لمدينة القدس، وهي تدرك أن هذا التهويد لا يمكن أن يكتمل دون تفرغ المدينة من الوجود العربي أو تحويله إلى وجود ضعيف لا يأبه له، ودون تغيير واقع المسجد الأقصى المبارك، ودون السيطرة على البلدة القديمة وما يحدث بها بالكامل، عبر فرضه للاستعلاء اليهودي والوهن والضعف العربي في المدينة.
ومن جانبه أكد المتحدث باسم جمعية الهلال الأحمر في مدينة القدس د. محمد الفتياني لـ “معراج”، أن طواقم جمعية الهلال الأحمر تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى بلدة عناتا ومخيم شعفاط بعد إغلاقها بالكامل، لافتاً إلى ورود اتصالات من أهالي المنطقة بوجود حالات مرضية طارئة كجلطات الدم والجلطات الدماغية وحالات غسيل الكلة والولادة وغيرها.
وأشار إلى أنه ومع اندلاع مواجهات عنيفة في مخيم شعفاط تردنا اتصالات استغاثة من داخل المخيم لإرسال سيارات الإسعاف لإخلاء الإصابات إلى المستشفيات، مؤكداً على أن طواقم الهلال لا تستطيع وتمنع من الدخول إلى المخيم بسبب الحواجز.
طواقم جمعية الهلال الفلسطيني لا تستطيع الدخول إلى المنطقة بشكل تام، وهي على تواصل مستمر مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر لتنسيق دخولها وفتح ممر آمن لإخلاء الإصابات إلى المستشفيات، ولاكن حتى هذه اللحظة لازال الصليب الأحمر في طور التنسيق للأمر ولم تردنا أي إجابة حول هذا الأمر حتى هذه اللحظة.
يذكر أن قوات الاحتلال تفرض هذا الطوق الأمني والعسكري عقب مهاجمة شاب فلسطيني، تجمعا لجنود الاحتلال على حاجز شعفاط، مساء السبت، من مسافة قريبة جدا، وذلك بعد ترجله من مركبة على أعين الجنود، حيث اقترب من مسافة صفر وأطلق النار من مسدسه تجاههم فشتت جمعهم، ثم هرب مفشلا كل محاولات إصابته أو استهدافه، حيث انسحب من مكان العملية بسلام.