قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، إن المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس سيشهدان أياماً عصيبة، بحسب ما تشير إليه الاعتداءات المتتالية والاستراتيجية الواضحة للأقصى المبارك التي نفذه الاحتلال بناءً على ما جرى خلال العام المنصرم، والذي يعتبر من أسوء الأعوام التي مرت على المسجد الأقصى المبارك حيث شهد تغيرات دراماتيكية واضحة.
وأكد الهدمي أن انتهاكات المستوطنين المتتابعة خلال الأيام القليلة الماضية، هي إشارة واضحة بأن الاحتلال سيتجرأ كثيراً على المسجد الأقصى المبارك خلال الأيام المقبلة التي تتزامن مع الأعياد اليهودية، لافتاً إلى أن ذلك سيحدث لأن الرسائل التي وصلت الاحتلال في ردّات الفعل على انتهاكاته الأخيرة هي ردّات باهتة وغير واضحة ودفعت الاحتلال على التجرؤ أكثر فأكثر.
وأوضح الهدمي خلال حديثٍ خاص لـ “معراج” اليوم الخميس، أن العنوان الرئيس الذي يصبو إليه الاحتلال في هذه الآونة هو أن يصبح المسجد الأقصى المبارك مجرد معلم سياحي وليس مكاناً مقدساً للمسلمين في نظره، وهو صاحب السيادة على هذا المكان ويستطيع القيام بما يشاء فيه.
وأشار الهدمي إلى أن الاعتداء والاقتحام الذي قام به عراب الاقتحامات والتدنيس يهودا غليك اليوم لمقبرة باب الرحمة يدلل على قلة احترام هذا الاحتلال وتقديره لقداسة المكان حينما يخص المسلمين، وعلى مدى انحطاط هذا الرجل في تعامله مع مقدسات الأمم الأخرى أيضاً.
وأضاف: “المدينة المقدسة تعيش ظروف من الترقب والتوتر والانفجار قادم لا محالة ولا أظن أن المقدسيين سيتركوا الاحتلال يصول ويجول في المسجد الأقصى المبارك ويعتدي على قدسيته في هذه الاعتداءات”.
وتابع: “على مدى عقود استخدم المسلمين في مدينة القدس أسلوب “الرباط” في إطار ردّات الفعل للدفاع عن المسجد الأقصى وحرمته وقدسيته، ولو أجرينا اليوم جلسة تقييم بسيطة نرى أن واقع المسجد الأقصى المبارك يزداد سوءً مما كان عليه قبل 10 سنوات وقبل 20 عاماً، والإشكالية تكمن في أننا اعتمدنا هذا الأسلوب وحده لمواجهة الاحتلال دون أن أنتقص من قيمته وفعاليته في الدفاع عن الأقصى طيلة عقود مضت، إلا أنه وصل إلى مرحلة بات فيها أثره ضعيف جداً والاحتلال أصبح يعي تماما تبعاته ووضع استراتيجية مضادة له نجحت في إضعاف تأثيره”.
وشدد الهدمي خلال حديثه لـ “معراج” على أننا بحاجة للبحث عن أساليب إبداعية داخل فلسطين وخارجها للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك، فعلى كل من منعه الاحتلال الوصول إلى الأقصى المبارك والرباط فيه عليه دور في نطاق منطقته لمقاومة الاحتلال وكبح جماح اعتداءاته على الأقصى المبارك كلُ حسب إبداعه وأسلوبه، وركز الهدمي على أنه لا تقسيم مناطقي في الدفاع عن الأقصى داخل فلسطين بل في كل فلسطين.
واستدرك: “أما خارجها فيحتم على أهلنا في العالم العربي والإسلامي دور أكبر من مجرد الدعاء أو الدعم المالي أو التعاطف الشعبي وحسب، بل عليهم المساهمة بكل إمكاناتهم في نشر الرواية الإسلامية بما يخص الأقصى المبارك حتى يعي العالم أن هذه ليست قضية صراع بين الفلسطينيين والاحتلال، بل هي قضية صراع بين المسلمين في كافة أماكن تواجدهم وكل من يريد بالمسجد الأقصى سوءا”.
وأكد على وجوب أن تٌجبِر الأمةُ الإسلاميةُ العالم على تفعيل القرارات الدولية الأممية التي أدانت الاحتلال، واعتبرت القدس مدينة تحت الاحتلال والمسجد الأقصى المبارك وحائط البراق ملك خالص للمسلمين، ويجب ألا تبقى هذه القرارات حبراً على ورق ولا يعلمها كثير من الناس بل يجب تفعيلها وتسليط الضوء عليها.
ويذكر أن “منظمات الهيكل” وجماعات المستوطنين لا زالت حشد أنصارها وجمهور المستوطنين لأوسع اقتحام للمسجد الأقصى المبارك يومي الاثنين والثلاثاء 26 و27 أيلول/ سبتمبر الجاري فيما يسمى بـ”رأس السنة العبرية” وخلال “عيد العرش” التوراتي الذي يمتد ما بين 10 إلى 17 تشرين الأول المقبل، وسط استعدادات لنفخ البوق داخل المسجد وممارسة الشعائر التلمودية.