أصدرت وحدة العلاقات العامة والإعلام في محافظة القدس تقريرها الشهري حول انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في محافظة القدس خلال شهر آب 2022، لخصت فيه مجمل الانتهاكات التي رُصدت خلاله.
الاحتلال يعدم الشاب محمد شحام
وكان من أبرز الأحداث التي تصدرت الانتهاكات الإسرائيلية لهذا الشهر، إعدام قوات الاحتلال للشاب محمد إبراهيم شحام من سكان بلدة كفر عقب، بعد أن اقتحمت منزل ذويه فجرًا، حيث تلقى رصاصات مباشرة بالرأس والصدر من مسافة صفر وتُرك ينزف، ثم قامت قوات الاحتلال باختطاف جثمانه الذي لا يزال محتجزًا لديهم، ليرتفع بذلك عدد الشهداء المقدسيين المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال إلى 18 شهيدًا.
اعتداءات المستوطنين
أما فيما يتعلق باعتداءات المستوطنين، فخلال شهر آب نفّذ المستوطنون (47) اعتداء تخللها (8) اعتداءات بالإيذاء الجسدي، وشهد شهر آب ارتفاعا في وتيرة الدعوات التحريضية التي تنظمها جماعات استيطانية، لاقتحامات المسجد الأقصى المبارك، وخاصة فيما يُسمى “ذكرى خراب الهيكل” الذي صادف السابع من آب وتخلله تسجيل أعلى اعتداءات من قبلهم.
الإصابات
ورصدت محافظة القدس خلال شهر آب الإصابات الناتجة عن استعمال قوات الاحتلال القوة المفرطة ضد الفلسطينيين في مختلف أنحاء العاصمة المحتلة، حيث تم رصد نحو (17) إصابة نتيجة إطلاق قوات الاحتلال الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والاختناق بالغاز والضرب المبرح من قبل قوات الاحتلال ومستوطنيه.
اقتحامات المسجد الأقصى
وبخصوص التحديات والاقتحامات للمسجد الأقصى، رصدت محافظة القدس اقتحام المتطرفين للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر آب، إذ اقتحم (7069) مستوطناً، و(80,653) تحت مسمى “سائح”، باحات المسجد الأقصى المبارك بمساندة قوات الاحتلال الخاصة المدججة بالسلاح، كان أعلاها تسجيلًا في 7 آب إذ اقتحم (2,201) مستوطنًا باحات المسجد الأقصى إحياءً لما تُسمى “ذكرى خراب الهيكل”، وقاموا بانتهاكات عديدة كالغناء والرقص، والتعمد بالتعرض بالإساءة لشخص النبي الكريم -صل الله عليه وسلم- ورفع علم الاحتلال والاعتداء على المرابطين، والتهديد بهدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة وطرد المسلمين منه.
كما سهلت قوات الاحتلال في 28 آب دخول مجموعة من المستوطنين عبر باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى المُبارك في انتهاك غير مسبوق منذ عام 1967.
ويلاحظ تضاعف في عدد المقتحمين في شهر آب ما بين عامي 2021 و2022، إذ جرى رصد اقتحام (3660) مستوطنا في عام 2021.
الاعتقالات
أما في بند الاعتقالات، خلال آب، رُصد نحو (213) حالة اعتقال نُفذت من قِبل قوات الاحتلال لمواطنين في محافظة القدس. حيث يلاحظ ارتفاع في عدد المعتقلين بين عامي 2021 و2022، إذ رصد نحو (115) حالة اعتقال في عام 2021.
قرارات عنصرية
وفي إطار قرارات محكمة الاحتلال العنصرية، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (15) حكما بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بينها (5) أحكام بالاعتقال الإداري، و(12) قرارًا بالحبس المنزلي من بينهم (3) قرارات بالحبس المنزلي المفتوح، ونحو (26) قرارًا بالإبعاد، منها (16) قرارًا بالإبعاد عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة، في محاولةٍ منهم للسيطرة على المسجد الأقصى والأماكن المحيطة به، كما سلمت قرارات منعٍ من السفر لـ (3) مواطنين.
هدم وإخطارات بالهدم
كما واصلت سلطات الاحتلال عمليات الهدم خلال شهر آب، شملت (35) عملية هدم؛ منها (11) عملية هدم قسري ذاتي، بالإضافة لتنفيذ (6) عمليات تجريف لأراض.
ويذكر أنه خلال شهر آب للعام 2021، رصد نحو (54) عملية؛ منها (23) عملية هدم ذاتي قسري، و(31) عملية هدم نفذتها آليات الاحتلال.
وسلمت سلطات الاحتلال إخطارات هدم وبلاغات مراجعة لبلدية الاحتلال في عدة أحياء وبلدات في القدس المحتلة، حيث تم تسليم (5) إخطارات هدم لمنازل في العيسوية وسلوان والولجة، كما أخطرت بإزالة الإسفلت من طريق يصل بلدة مخماس بمقام وحديقة الدوير.
أما فيما يتعلق بملف الأسرى، وبعد انطلاق حملة المطالبة بالإفراج المبكر عن الأسير أحمد مناصرة، مددت سلطات الاحتلال في 17 آب، العزل الانفرادي بحقه لمدة 6 أشهر إضافية، رغم المطالبات المستمرة بالإفراج عنه لتدهور وضعه الصحي والنفسي، الأمر الذي وصفته منظمة العفو الدولية بـ “العمل الوحشي بالغ الظلم”.
استهداف مؤسسات مقدسية
وفي سياق منفصل واصلت سلطات الاحتلال هجمتها الشرسة ضد المؤسسات المقدسية إذ اقتحمت نادي هلال القدس، ومكتبة جامعة القدس في البلدة القديمة في الأول من آب وعبثت بمحتوياتها وملفاتها، عدا عن استهداف الصحفيين بالاعتقال والضرب.
مشاريع استيطانية
كما واصلت سلطات الاحتلال تنفيذ المشاريع الاستيطانية الهادفة لتهويد المدينة المقدسة وطمس كل ما هو فلسطيني فيها، حيث تم رصد (9) مشاريع استيطانية جديدة من أبرزها المصادقة على بناء وحدات استيطانية جديدة وتوسعة استيطانية، منها بناء 1324 وحدة استيطانية في مستوطنة “جيلو” المقامة على أراضي جبل أبو غنيم جنوب مدينة القدس، حيث سيقام المخطط التوسعي الجديد على مساحة 80 دونما، إضافة إلى مشروع آخر يهدف لبناء 270 وحدة استيطانية متدرجة بموازاة الجسر في قمة الجبل المقابل لقرية لفتا التحتا، ومشروع آخر يسعى لبناء 1400 وحدة استيطانية ضمن مخطط استيطاني جديد شرق مدينة القدس المحتلة، وسيكون بناء هذه الوحدات في منطقة حيّ “تسور و”كيبوتس رامات رحيل” الاستيطانية، إضافة إلى بناء 700 وحدة استيطانية في “جفعات شاكيد” جنوب مدينة القدس المحتلة، ومشروع جديد يحمل اسم “مزرعة في الوادي” يهدف إلى جذب اليهود من العالم إلى القدس المحتلة، والفكرة الأساسية فيه هي تقديم تجربة زراعة خاصة تشبه تجارب المزارعين في العصور القديمة.
كما تم الكشف عن مخطط جديد بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذه ضمن سياساتها المستمرة لتهويد مدينة القدس والسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى المبارك، من خلال زرع أكثر من 25 ألف مستوطن في البلدة القديمة مع حلول 2030، إضافة إلى العديد من المشاريع التي تسعى لتسهيل اقتحام المستوطنين بأعداد كبيرة للمسجد الأقصى مثل مشروع بناء درج كهربائي ضخم يبدأ من باب المغاربة.
فرض الحبس المنزل على محافظ القدس عدنان غيث
كما اقتحمت قوات الاحتلال ومخابراتها منزل محافظ القدس عدنان غيث في بلدة سلوان، واعتقلته وأوقفته في غرف التحقيق فيما يعرف بمركز “المسكوبية” في القدس المحتلة، ومددت اعتقاله ثلاث مرات لتحضير لائحة اتهام بحقه، ليرتفع بذلك عدد مرات اعتقال وتوقيف المحافظ غيث إلى 35 مرة منذ توليه مهامه كمحافظ للعاصمة المحتلة في نهاية شهر آب عام 2018، لتفرج عنه في الرابع من آب بشرط الحبس المنزلي المفتوح والتي تعد سابقة قضائية تشير إلى سياسة جديدة اُتخذت بحق المحافظ.