أصدرت مؤسسة القدس الدولية، الإثنين 2022/8/22، تقريرها السنوي (عين على الأقصى) السادس عشر الذي يرصد تطورات الاعتداء على الأقصى والمواقف العربية والإسلامية والدولية ما بين 2021/8/1 و2022/8/1.
ويتوزّع التقرير على أربعة فصول تتناول تطور فكرة الوجود اليهودي في الأقصى، والمشاريع التهويدية في المسجد ومحيطه، وتحقيق الوجود اليهودي فيه، إضافة إلى ردود الفعل على التطورات في المسجد.
للاطلاع على الملخص التنفيذي وتحميله عين على الأقصى الـ16: الملخص التنفيذي
فرض الطقوس التوراتية في الأقصى أبرز مسارات العدوان على المسجد
وبيّن الفصل الأول من التقرير أنّ فكرة المعبد تبلورت على مدى أربعة عقود في رؤية إحلالية تامة تجاه الأقصى، وثلاث خطط مرحلية لتحقيق هذه الرؤية الإجمالية هي: التقسيم الزماني، والتقسيم المكاني، والتأسيس المعنويّ للمعبد عبر فرض الطقوس التوراتية، وقد تقدم الاحتلال في أجندة التقسيم الزماني إلى نقطة محددة لم يتمكن من تجاوزها رغم تعدد المحاولات، ثم حاول القفز إلى الأمام بالتحول إلى فرض التقسيم المكانيِّ، فيما يبدو اليوم أنّ الاحتلال يعول على التقسيم المكاني من جديد انطلاقًا من التسوية الجنوبية الغربية للأقصى، التي باتت خاصرة ضعيفة في الأقصى يعمل الاحتلال على قضمها.
وقد حضر مسار فرض الطقوس التوراتية ضمن التأسيس المعنوي للمعبد كأحد أبرز مسارات العدوان على المسجد إذ لم يمرّ موسم أعياد مركزي واحد من دون أن تفرض فيه طقوس توراتية لم يكن الأقصى يشهدها من قبل، فيما شهد يوم 2022/5/29، بالتزامن مع ذكرى استكمال احتلال القدس بالتقويم العبري، أسوأ استعراض للطقوس التوراتية في الأقصى منذ احتلاله، وقد شمل السجود الملحمي الجماعي ورفع العلم الصهيوني وغناء النشيد القومي الصهيوني واستعراض الصلوات العلنية عشرات المرات.
وأشار الفصل الأول من التقرير إلى أنّ مواسم الاحتكاك والتصعيد التي شهدها عام 2022 بسبب التناظر الهجري-العبري، وعلى رأسها شهر رمضان، يتوقع أن تتكرر بحذافيرها عام 2023 نتيجة استمرار التناظر الهجري-العبري ذاته، وهو ما يحتّم الاستعداد لها والاستفادة من تجربة العام الماضي.
عودة المخططات الكبرى لتهويد الأقصى ومحيطه
ولفت الفصل الثاني إلى عودة المخططات الكبرى التي يعوِّل عليها الاحتلال لقلب المشهد الثقافي في الأقصى ومحيطه رأسًا على عقب، فيغدو الطابع اليهودي الطارئ أصيلًا ثابتًا، والطابع الإسلامي الأصيل الثابت طارئًا وقابلًا للإزالة، وقد تصدّر قائمة أخطر المشاريع التهويديّة مشروع القطار الهوائي المعلق (التلفريك)، وترميم كنيس “فخر إسرائيل”، وبناء كنيس “المعبد القديم” في سلوان، ومشروع تهويد ساحة البراق والمنطقة المحيطة بباب المغاربة، والحفريات أسفل مصلى الأقصى القديم، واستهداف الساحات الجنوبية الغربية للأقصى.
وفي ما خصّ تهويد الجهة الغربية، أشار التقرير إلى حفريات جديدة شرعت بها سلطات الاحتلال في آب/أغسطس 2021 أسفل الجهة الغربية لساحة البراق. ويهدف الاحتلال إلى إقامة طريق أرضي “نفق” بطول 159 مترًا، يصل بين ما يسمى “حارة اليهود”، وبداية جسر باب المغاربة المؤدي إلى الأقصى. ويشمل مشروع الحفر والبناء في تلك المنطقة إقامة 10 أعمدة ضخمة فوق الطريق الأرضي، الموصل إلى بداية جسر المغاربة، وستُبنى مبانٍ يهودية فوق الأرض ترمز للتراث الديني اليهودي بهدف التشويش على مشهد المسجد.
ويشمل المشروع التهويدي الإسرائيلي تدعيم الجسر الخشبي المؤدي إلى باب المغاربة وتوسيعه، كمرحلة تسبق إزالته ووضع جسر ضخم من الباطون المسلح والحديد المقوى مكانه حين تسمح الظروف؛ لزيادة أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، وإدخال آليات عسكرية إسرائيلية إلى المسجد. وستُبنَى غرف أمنية لشرطة الاحتلال والقوات الخاصة ملاصقة لباب المغاربة وللسور الغربي للأقصى، ويتضمن المشروع سقف نحو 740 مترًا مربعًا تحت جسر المغاربة، لتوسعة ساحة البراق من أجل إقامة مكان لصلاة اليهود وخاصة النساء.
زيادة الاقتحامات 92% مقارنة بالتقرير السابق
وعلى مستوى تحقيق الوجود اليهودي في الأقصى، تحدث الفصل الثالث من التقرير عن تماهي الشخصيات السياسية الإسرائيلية مع ما تطرحه “منظمات المعبد” من مطالب متعلقة باقتحام الأقصى، ومشاركة عدد من السياسيين، في مقدمتهم عضو “الكنيست” المتطرف إيتمار بن جفير، في الاقتحامات. وأشار إلى أنّ تقرير عين على الأقصى رصد مشاركة 50717 مستوطنًا في اقتحام الأقصى ما بين 2021/8/1 و2022/8/1، بزيادة بلغت نسبتها 92% عن عدد المقتحمين في تقرير العام الماضي، وهو مؤشر خطير خصوصًا إذا ما أضيف إليه من تطور خطير على مستوى إقامة الصلوات اليهودية في المسجد، ولا سيما في الأعياد والمناسبات اليهودية.