صادر الاحتلال فجر اليوم منزل عائلة صب لبن الواقع في عقبة الخالدية بالبلدة القديمة بالقدس المحتلة، بعد جولات في محاكم الاحتلال تمخضت عن حكمها بمصادرة المنزل لصالح المستوطنين.
قوات كبيرة اقتحمت فجر اليوم المنزل، وطردت الحاج مصطفى صب لبن وزوجته الحاجة نورة منه قسرًا، وأشرفت على عملية تسليم المنزل بالكامل للمستوطنين، الأمر الذي شكل غضبًا عارمًا في مختلف مناطق فلسطين.
متضامنون أجانب توافدوا إلى محيط منزل العائلة ونظموا وقفة احتجاجية تنديدًا بهذه الجريمة، وطالبوا بإعادة المنزل لأصحابه الأصليين، فاعتدت عليهم قوات الاحتلال وسحلتهم في الشارع.
حرب ممنهجة
الشيخ ناجح بكيرات قال لـ “معراج” تعقيبًا على مصادرة منزل عائلة صب لبن: “الاحتلال يشن حرب خفية على تفريغ البلدة القديمة وسلوان وحي الشيخ جراح، فتارة يذهب إلى حي الشيخ جراح يسرق بيت ثم يذهب إلى سلوان ويأخذ بيت آخر، ثم إلى البلدة القديمة وهكذا في إطار تمرير مخططاته التهويدة لكامل هذه المناطق”.
وأكد أن الاحتلال يتبع سياسة التهجير القسري للمقدسيين من بيوتهم وممتلكاتهم، في إطار حربه التهويدية للمدينة المباركة.
وطالب المجتمع الدولي باتخاذ إجراءات حقيقية لمنع تغول المستوطنين في القدس، وإيقاف هذه الانتهاكات التي ترتقي لدرجة جرائم، كما دعا الأنظمة العربي لاتخاذ موقف جاد أمام هذا الاستيطان المسعور الذي تشنه عصابات الاحتلال على القدس وبلداتها وأهلها.
خنق الأقصى
الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب أكد لـ “معراج” أن الاحتلال يسعى لخنق المسجد الأقصى المبارك وإحاطته من كل الجهات باليهود، وذلك تمهيدًا لتمرير مخطط هدمه وإقامة الهيكل المزعوم.
وبين أن الاحتلال يسعى لتغيير التركيبة السكانية لأهالي القدس بحيث يجعل أعداد اليهود أكبر بكثير من أعداد المقدسيين، وذلك لتسهيل فرضه وقائع جديدة في المدينة المباركة.
وأشار إلى أن محاكم الاحتلال ما هي إلا شريكة مع المستوطنين فهي تصادق على كل ادعاءاتهم، وتسهل التعامل مع الثغرات التي يستطيعون الحصول عليها.
وأشار إلى ضرورة إيجاد خطط واستراتيجيات للحفاظ على عروبة هذه المدينة المقدسية، في ظل محاولات الاحتلال المستمرة لتهويدها، ودعا إلى أهمية وجود مشاريع تمكين صمود ودعم للمقدسيين في ظل هذه الهجمة الشرسة من الاحتلال ومستوطنيه.
وحذر أبو دياب من خطورة الحكومة الصهيونية الحالية التي تدعم بقوة مشاريع الاستيطان في فلسطين وخاصة في القدس وتسهل عمل جماعات الاحتلال المتطرفة، الأمر الذي يتطلب موقف موحد من الكل الفلسطيني لمواجهة هذه التحديات.
صمود وثبات
ورغم انتهاكات الاحتلال المستمرة إلا أن المقدسيين يواصلون معركة الصمود والثبات في مواجهة الاحتلال بكل عنجهيته وجبروته.
فلا يخرج مقدسي من منزله بإرادته مهما كانت الأثمان، ولا يستطيع الاحتلال ردع المقدسي عن المطالبة بحقه حتى لو اعتقله أو أصابه أو أبعده، وهو ما أكده لـ “معراج” الشيخ ناجح بكيرات قائلًا: “نطمئن العالم أننا سنبقى صامدين في أرضنا ولن نسمح للاحتلال أن يلوي ذراعنا أو أن يردعنا عن حقنا المشروع مهما ازداد في ظلمه وبطشه”.
وقالت المرابطة المقدسية هنادي الحلواني لـ”معراج” :”هدم البيوت ومصادرتها هو ديدن الاحتلال، فهم لا يسرقون بيوتًا إنما يسرقون وطنا لنا، وأمانة وضعت في أعناقنا”
وتابعت: “القدس اليوم تفرغ أمام أعين ساكنيها عنوة وظلمًا لصالح من يسعون لإثبات هرطقاتهم التي لا وجود لها”.
وتساءلت في نهاية حديثها: “أين نحن من حقنا الذي يسلب أمام أعين العالم؟”.