أصدرت محافظة القدس، اليوم الأربعاء، تقرير انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي في العاصمة المحتلة خلال النصف الأول من العام الجاري، والذي لخصت فيه مجمل انتهاكات الاحتلال.
وبينت أن النصف الأول من العام الجاري، شهد ارتقاء 7 شهداء، واعتقال 2176 مواطنا، وتنفيذ سلطات الاحتلال 117 عملية هدم، واقتحم 33,351 مستوطنا المسجد الأقصى المبارك.
واستعرضت المحافظة في بيانها انتهاكات الاحتلال التي جاءت كالتالي:
الشهداء
ارتقى خلال النصف الأول من العام 2022، سبعة شهداء في العاصمة المقدسة من بينهم صحفية وطفل، وهم (فهمي حمد، كريم القواسمي، الطفل يامن جفال، عبد الرحمن قاسم، علاء شحام، الإعلامية شيرين أبو عاقلة، وليد الشريف).
وأوضحت المحافظة في تقريرها، أن الاحالال لم يكتفِ بالاعتداء على المقدسي حيا بل تجاوز ذلك ليعتدي على الشهيد في نعشه، في مشهد مريع من الضرب والتكسير، ورش غاز الفلفل وتفريق المشيعين، الأمر الذي رأيناه خلال تشييع جثمان الشهيدة أبو عاقلة، وتلاه مشهد تشييع الشهيد وليد الشريف.
كما ارتقى مدير دائرة الشباب والرياضة في محافظة القدس الشهيد فواز حمايل من بلدة بيتا قضاء نابلس، متأثرا بجروحه التي أُصيب بها نتيجة إطلاق الاحتلال رصاص “الدمدم المحرم دوليا”، عن مسافة قريبة تجاهه صباح يوم 14 نيسان أدّت إلى تهتك كبير في الكبد والكلى والرئتين واستشهاده، وذلك أثناء اقتحام قوات الاحتلال بلدته بيتا، والشهيد حمايل (46 عاما) وأبٌ لـ ِ3 أبناء.
الشهداء المحتجزة جثامينهم واستهداف رموز القدس
فيما يخص ملف الشهداء المحتجزة جثامينهم لدى الاحتلال، ما زالت سلطات الاحتلال تحتجز جثامين (18) شهيدا مقدسيا في ثلاجات الاحتلال ومقابر الأرقام حتى نهاية شهر حزيران 2022.
وأوضحت أن سلطات الاحتلال تستمر في إبعاد محافظ القدس عن مكان عمله في محافظة القدس، إضافة إلى ثلة من القرارات التي تتخذها بحقه.
الإصابات المسجلة
رصدت محافظة القدس (261) اعتداء؛ منها (67) اعتداء بالإيذاء الجسدي، وكان من أبرزها اعتداء قطعان المستوطنين خلال شهر حزيران على أفراد عائلة سمرين في بلدة سلوان، كما وهاجم ما يزيد عن 100 مستوطن الشابين عماري حجازي وباسل راشد بالآلات الحادة ما أدى لإصابتهما بطعنات وجروح بالغة جدا كادت أن تودي بحياتهما.
وأشارت إلى أن تم تسجيل نحو (1772) إصابة بالرصاص الحيّ والمطاطي، والإعتداءات الجسدية على يد قوات الاحتلال والمستوطنين، نقلوا على أثرها للمستشفيات لتلقي العلاج، وتركزت غالبيتها في المناطق العلوية من الجسد، ما أدى لتسجيل عشرات الإصابات بالكسور والنزيف الداخلي في الرأس، كما وفقد بعضٌ منهم أعينهم جراء الإصابة المباشرة فيها.
الانتهاكات والتحديات في المسجد الأقصى المُبارك
في انتهاك واضح وصريح لقدسيّة المسجد الأقصى المُبارك، تصاعدت اقتحامات المستوطنين خلال النصف الأول من العام 2022، وتم رصد (33,351 مستوطنا) اقتحموا باحات المسجد الأقصى المُبارك خلال الفترتين الصباحية والمسائية بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، أدّوا خلالها صلوات وشعائر تلمودية علنّية، وتمركزوا خلال اقتحاماتهم في محيط مبنى ومصلى باب الرحمة في الجهة الشرقية من المسجد، كان أعلاها في شهر أيار بواقع (10,468) مستوطنًا وذلك تحت ذريعة الأعياد اليهودية.
وأوضحت أنه من أخطر الانتهاكات التي يتعرض لها المسجد الأقصى منع أعمال الترميم، ووضع العراقيل أمام الترميم والصيانة داخل المسجد الأقصى المُبارك وخارجه في محاولة لبسط سيادة احتلالية كاملة على المسجد الأقصى المُبارك، ما أدى إلى تسرب مياه أمطار المنخفضات الجوية عند البوابات والأعمدة في الجهة الشرقية والسّور الشرقي للمسجد الأقصى ما تسبب بتعرض سجاد “المصلى المرواني” في الأقصى للغرق بمياه الأمطار، وكذلك تدفق مياه الأمطار إلى داخل مصلى “باب الرحمة” نتيجة المنخفض الجوي الذي مرت به البلاد.
ويعمد الاحتلال إلى اجتثاث كل ما هو مقدس ضاربًا بعرض الحائط الأهمية التاريخية والدينية للمسجد الأقصى، حيث يعمل جاهدًا في باطن الأرض، ليدمر ما فوقها بزعم البحث عن “آثار يهودية”، الأمر الذي أثر على بناء المسجد الأقصى وأدى لانهيارات جزئية في حجارته وفي بعض الأعمدة الأساسية فيه، كما ويعمد على منع ترميمه حيث أن آخر ترميم سُمح في المسجد الأقصى في العام 2004، بعد ضغوطات دولية حثيثة.
الوجود المسيحي في القدس
يُشكِّل الوجود المسيحي في القدس جزءاً من تاريخ المدينة المُحتلّة وحاضرها. تشهد على ذلك الكنائس والأديرة المُنتشرة في أحيائها المُختلفة، لا سيما كنيسة القيامة، مهوى قلوب المسيحيين من أنحاء العالم كافّة، لكن هذا الوجود يتعرَّض إلى استهدافٍ مُتمادٍ من الاحتلال الإسرائيلي مع سياسة التهويد التي ينتهجها الاحتلال ليزوِّر تاريخ القدس، ويُغيِّر حاضرها.
وخلال النصف الأول من العام 2022 واصل الاحتلال الانتهاكات بحق الطوائف والمعالم المسيحية بالقدس وكانت أبرزها، إصدار شرطة الاحتلال قيودًا لتقليص عدد المحتفلين بسبت النور، حيث قيدت وصول المسيحيين إلى كنيسة القيامة.
كما اقتحمت قوات الاحتلال كنيسة اللقاء في بيت حنينا، والتي أقيم فيها بيت عزاء الشهيدة “شيرين أبو عاقلة”، واعتدت خلال الاقتحام على المتواجدين في بيت العزاء عدة مرات في محاولة لإزالة العلم الفلسطيني من المكان.
2176 حالة اعتقال
شنت قوات الاحتلال خلال النصف الأول من عام 2022، حملات اعتقال واسعة في صفوف المقدسيين، تحت ذرائع واهيه، وتم رصد (2176) حالة اعتقال لمواطنين مقدسيين من بينهم (93) سيدة، و(12) طفلا و(378) قاصرا، كان من ضمن الاعتقالات اعتقال (54) شابا خلال المنخفض الثلجي الذي تأثرت فيه البلاد في شهر كانون الثاني. ويذكر أن شهر كانون الثاني كان أعلى الشهور تسجيلًا لحالات اعتقال. وفي 15 نيسان، اعتقلت قوات الاحتلال 476 شابًا بعد ضربهم والتنكيل بهم من داخل باحات المسجد الأقصى المُبارك بحافلات خاصة “حافلات إيجد”، والتي خصصت لنقل المعتقلين من ساحة البراق إلى معسكر بالقرب من بلدة العيسوية ومنه إلى مركز شرطة المسكوبية، ومنعت الشرطة تقديم الاستشارات القانونية للمعتقلين، كما ومنع الاحتلال تحويلهم للعلاج أو عرضهم على الطبيب بالرغم من وضوح الإصابات عليهم.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة الاعتقالات التي شنها الاحتلال في محافظة القدس خلال النصف الأول من العام 2022 عنها في العام 2021، حيث رصد فيه (1868) حالة اعتقال من بينهم (85 سيدة) و(394 طفل قاصر).
أحكام بالسجن الفعلي
خلال النصف الأول من العام الجاري، أصدرت محاكم الاحتلال العنصرية (133) حكما بالسجن الفعلي بحق أسرى مقدسيين، من بين تلك القرارات إصدار(36) قرارًا بالاعتقال الإداري، من بينهم الحاج “أمين الشويكي، 61 عاماً” وذلك للمرة الثالثة على التوالي. والنائب المقدسي المُبعد أحمد عطون.
قرارات الحبس المنزلي
خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، رُصد (109) قرارًا بالحبس المنزلي، تراوحت ما بين خمسة أيام إلى أسبوع، إضافة إلى فرض كفالات وغرامات مالية باهظة بحقهم. من بين القرارات قرارًا بالحبس المنزلي المفتوح بحق “الطفل صهيب أبو ناب” (14عاما). كما وكان من بين القرارات هذه، قرارًا بالحبس المنزلي لمدة خمسة أيام وكفالة مالية بقيمة 5 آلاف شيكل بحق أمين سر حركة فتح في القدس “شادي مطور” بعد اعتقاله خلال نقل جثمان الشهيدة أبو عاقلة للمستشفى الفرنسي.
وأشار التقرير إلى أنه رصد خلال النصف الأول من العام 2021، (101) قرارًا بالحبس المنزلي.
قرارات الإبعاد
تم رصد (711) قرار إبعاد خلال النصف الأول من العام الجاري كان نصفها قرارات إبعاد عن المسجد الأقصى المُبارك، والتي تعددت ما بين الإبعاد عن المسجد الأقصى، أو مناطق سكنهم وخاصة حيّ الشيخ جرّاح، أو عن كامل مدينة القدس، ومن بين القرارات قرارين إبعاد عن مدينة القدس بشكل نهائي طالت المواطنين “منصور أبو غربية” و”مراد غازي العباسي”.
ويلاحظ ارتفاع في وتيرة إصدار سلطات الاحتلال لقرارات الإبعاد ما بين النصف الأول من العام 2022، وعام 2021 الذي رصد فيه 365 قرارًا بالإبعاد عن مناطق مختلفة.
قرارات منع السفر
وتم رصد إصدار نحو (21) قرارًا بمنع من السفر، أصدرتها سلطات الاحتلال في النصف الأول من العام الجاري فقط، وتتراوح فترة القرارات ما بين شهر إلى 6 أشهر.
عمليات الهدم
خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ عدد عمليات الهدم في محافظة القدس (117) عملية من بينها؛ (83) عملية هدم بآليات وطواقم الاحتلال، و(34) عملية هدم قسري ذاتي، إضافة إلى (16) عملية حفر وتجريف نفذتّها آليات الاحتلال.
نفذّت آليات الاحتلال (83) عملية هدم طالت؛ (24) منزلا وشقة سكنية، و(28) منشأة تجارية، ومركز طبي، ومقبرة قيد الإنشاء، إضافة إلى مخازن، واسطبلات للخيول، وبركسات سكنية وزراعية، وغرف زراعية، وجدران استنادية وأسوار.
قرارات الهدم
خلال النصف الأول من العام 2022، سلّمت سلطات الاحتلال عدة قرارات هدم في محافظة القدس، منها قرار بهدم نحو 110 منازل ومحل تجاري في أحياء متعددة بمدينة القدس، منها: حَيَّ الشيخ جراح، وحَيّ وادِ الربابة، وحيّ بطن الهوى، وحيّ عين اللوزة، وحيّ واد ياصول ببلدة سلوان، وحيّ وادِ الجوز، وفي بلدات جبل المكبر والعيساوية وصورباهر وعناتا وكفرعقب. من بينهم قرارات هدم لمنازل في حَيّ وادِي ياصول ببلدة سلوان تعود ملكيتها لـ(عائلة أبو خلف، الشويكي، جلاجل، والعباسي).
كما وسلمت قرارًا يقضي بهدم وإزالة كرفانات خدمات عامة في ملعب جبل الزيتون، وهذا الملعب يهدف لخدمة أطفال البلدة.
المشاريع الاستيطانية
ضمن مساعي الاحتلال لفرض وقائع جديدة في مدينة القدس المحتلة للسيطرة على المزيد من العقارات والأراضي الفلسطينية في المدينة، والتي تأتي في ظِلّ تصاعد حجم الاستيطان المسعور والتهجير القسري للمقدسيين وتغيير الطابع العربي- الفلسطيني لمدينة القدس.
ولفت التقرير إلى أن سلطات الاحتلال واصلت خلال النصف الأول من العام الجاري المضي قدما في تسوية أراضي مدينة القدس، والذي بدأه الاحتلال عام 2019 ومن المتوقع انتهاءه عام 2025، بهدف الاستيلاء على أراضي العاصمة المحتلة. وفي نهاية شهر حزيران أصدرت ما تعرف “وزارة القضاء الإسرائيلي” ممثلة بمأمور التسوية قرارا نشر بتاريخ 20/6/2022 ينص على البدء بعملية تسجيل أراضِ باسم مستوطنين يهود حول المسجد الأقصى المُبارك، لتشمل الأراضي الواقعة ضِمن مُخطط ما تسمى بـ”الحديقة القومية”، حول أسوار البلدة القديمة جنوب المسجد الأقصى المُبارك، وتحويلها إلى الجمعيات الاستيطانية.
ولفرض السِمة اليهودية التلمودية على ملامح المدينة المقدسة، كثفت سلطات الاحتلال من المصادقة على إقامة حدائق يهودية عامة، كمخطط مصادرة أراضي سوق الجمعة والجزء الشمالي من المقبرة اليوسفية بهدف إقامة حديقة عامة عليها، والمصادقة على إقامة مركز تهويدي ضخم في منطقة جبل الزيتون لتخلد تاريخ الموتى اليهود. ومخطط يفصل “حَيّ المصرارة” عن “باب العامود” و”باقي أحياء القدس” على أرضٍ وقفية؛ (70% منها أوقاف إسلامية)، و(20% أوقاف تابعة للكنائس والأديرة المسيحية). كما وتُرَوِّج بلدية الاحتلال في القدس لمخطط يهدف لتهويد شارعي “صلاح الدين” و”شارع السلطان سليمان” في القدس المحتلة.
وصادقت سلطات الاحتلال خلال النصف الأول من عام 2022، على 32 مخطط استيطاني جديد، شمل مشاريع لتغيير معالم الأحياء العربية في القدس بتخصيص موازنة لخطة على مدار خمس سنوات بمبلغ 4 مليار شيقل، إضافة إلى مشروع لمنطقة حائط البراق بمبلغ 35 ميلون دولار، ومنطقة باب الخليل بمبلغ 40 مليون شيقل، رصد ميزانية تقدر بنحو (514 مليون شيقل) لتعزيز قبضتها على قطاع التعليم في شرقي القدس. كما ورصدت خطة بقيمة مليار شاقل لمشاريع تهدف لربط مستوطنات القدس ببعضها.
بالإضافة إلى ذلك، تمت المصادقة على بناء نحو (22000) وحدة استيطانية جديدة في العديد من المستوطنات داخل مدينة القدس وعلى أطرافها.