أكد الباحث الفلسطيني ومدير مركز القدس للدراسات عماد أبو عواد، أن الاحتلال ورغم كل محاولاته لم يستطع فرض السيادة التي أراداها في القدس قولاً واحداً، لأنه ومن المفترض من أي شخصٍ يملك سيادةً على أرضه ألا يصارع من أجل إثباتها، وألا يطوق الأرض والحدود بحواجزٍ عسكرية وأمنية لإبرازها، وألا يعقد احتفالاً سنوياً تحت مسمى “توحيد القدس” للإعلان عنها، وألا ينشر ألاف الجنود والقوات الشرطية لتأمينها.
وقال أبو عواد في حديثٍ خاص لـ “معراج” اليوم الاثنين 30 مايو 2022، إن هبة أهل القدس وردة فعلهم التي تصدرت المشهد في وجه مسيرة الإعلام يوم أمس، أثبتت من جانبٍ آخر أنه لا سيادة للاحتلال على أرضهم، مهما حاول تزييف الحقائق أو فبركة الصورة.
وأضاف: “الاحتلال الإسرائيلي كان يعتقد أن قضية الشعب الفلسطيني ستتآكل وتُنسى بطريقةٍ أو بأخرى، وربما استلهم هذا الاعتقاد من تجربة الولايات المتحدة الأمريكية، عندما اقتلعت الهنود الحمر وقتلتهم وأسكنت العرق الأبيض مكانهم، واليوم لا يستطيع أحدٌ أن يقول للأمريكيين أنهم احتلال ويجب عليهم الخروج من هذه الأرض”.
وتابع: “بعد 74 سنة نجد بأن تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه ارتفع منسوبه، وأن المقاومة ازدادت وتيرتها واشتد عودها، وأن المقدسي الذي انتهج ضده الاحتلال كل سياسات الإبعاد والإشغال عن قضيته، بات اليوم يثبت للعالم بأسره أنه حريص كل الحرص على أرضه ومقدساته ويقاوم ويجابه بكل الوسائل، وبدا ذلك جلياً فيما جرى يوم أمس، وما جرى قبل ذلك في هبة باب العامود والبوابات الإلكترونية، وما جرى في حي الشيخ جراح وغيرها”.
ولفت الباحث إلى أنه ما من شك أن هناك إنجاز حققه نفتالي بينيت مرتبط بالصورة، عندما ظهر كبطل قومي أمام اليمين الإسرائيلي متفوقاً على نتنياهو الذي تراجع وغيّر مسار المسيرة في العام الماضي، بينما رسخت قناعات بينيت في عدم الحاجة إلى الوصول إلى جولة تصعيد جديدة مستخدماً كل الوسائل المتاحة في القمع وما شابه.
وشدد أبو عواد على أن الاحتلال قد تلقى أيوم مس ضربةً قوية، لأنه وبعد كل هذه الأعوام وما بذل فيها من سياساتٍ استيطانية وتهويدية وعنصرية في محاولةٍ لإحلال نفسه كصاحب حق على هذه الأرض، بقيت صورته أمام العالم صورة احتلال ولا يمتلك أي سيادة، وبرزت صورة الفلسطيني بأنه صاحب الأرض وصاحب الحق المشروع في المقاومة وفي إثبات وجوده.