منذ إعلان وزير الداخلية الإسرائيلي عومر بارليف في الـ 18 مايو/أيار الجاري، السماح للمستوطنين اليهود تنفيذ “مسيرة الأعلام” الاستفزازية عبر مسارها المقرر، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها عاكسةً حالة الغضب الذي يسود الشارع الفلسطيني على إثر هذا القرار.
فممارسات الاحتلال العنصرية وانتهاكاته المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، وخصوصاً ما جرى في معركة “سيف القدس” التي اشتعلت شرارتها العام الماضي على إثر ذات الحدث، باتت حديث النشطاء والمغردين على منصاتهم المختلفة، تحذيراً من مواجهة جديدة قد تحدث قريباً، رداً على أي سلوكٍ عنصري من شأنه المساس بالمقدسات.
لم يكتفِ النشطاء والمغردون بتسليط الضوء على ممارسات الاحتلال العنصرية فحسب، بل باتت تغريداتهم تُشيد بتهديدات المقاومة الفلسطينية وردها المزلزل إن ما تجاوز الاحتلال الخطوط الحمر، وتتغنى بصمود المقدسيين في التصدي لتلك الممارسات، وتسخر من خشية حكومة الاحتلال من تكرار سيناريو معركة “سيف القدس” العام الماضي وما باءت به من فشل ذريع.
ويتعامل الفلسطينيون مع مواقع مواقع التواصل الاجتماعي، على أنها أداة نضالية جديدة أتيحت بين أيديهم مؤخراً، تمكنهم من تسليط الضوء وزيادة الوعي بشكل كبير حول قضاياهم المختلفة، وتحث مؤثري العالم في كل المجالات على التضامن مع قضيتهم وإيصال رسالتهم.
ولهذه المشاركات الفاعلة، كان تأثيراً إيجابياً بالفعل لنقل الأحدث بمصداقية عالية، بعيداً عن أي مؤثرات إعلامية موجهة، فكانت أداة مهمة في نشر الوعي عن القضية ونقل الصورة من جانب أصحاب الحق، وهم الشعب الفلسطيني.
وحول الحدث الأبرز هذه الأونة ألا وهو “مسيرة الأعلام”، علق الصحفي الفلسطيني في قناة الجزيرة القطرية جمال ريان في تغريدة له على تويتر قائلاً: رغم التطبيع، الاحتلال الصهيوني يريد تكرار مسيرة الأعلام السنوية الاستفزازية، يوم الأحد في القدس، فهل تجرؤ أنظمة التطبيع على استخدام “سلاح التطبيع” لوقفها ؟
فيما كتبت الناشطة المقدسية أماني خليفة: يوم الأحد ستقام “مسيرة الاعلام”، إحتفالا “بتوحيد القدس” (إحتلال وضم الجزء الشرقي من المدينة)، قوات الاحتلال اعتقلت ١٠٠ شاب لليوم من القدس وأراضي الـ ٤٨.
تقريبا هناك ٣٠٠٠ شرطي صهيوني سيتواجدون في القدس والبلدة القديمة لتأمين المسيرة.
هذه المسيرة هي التي كانت شعلة معركة “سيف القدس” العام الماضي.
ودعى الناشط الفلسطيني أحمد حجازي الكل الفلسطيني لرفع الأعلام الفلسطينية يوم 29 /5 في كل أماكن التواجد في فلسطين وفي كل أنحاء العالم، فوق البيوت وفي الشوارع وأمام سفارات الاحتلال، رداً على مسيرة الأعلام في عاصمة فلسطين الأبدية القدس.
وعلق الباحث في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر على إحدى تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي “بينيت” قائلاً:
رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بينيت، قال إنّ “مستقبل دولته في خطر، وعلينا أن نكافح للحفاظ على وحدة شعبنا، فليس لدينا دولة أخرى”..
تزايد مثل هذه التحذيرات من مستقبل قاتم يحيط بدولة الاحتلال أمر لافت، لاسيما وأنه يأتي من قيادات الكيان الأولى، وليس من كتاب أو محللين سياسيين فقط!
ونشرت أ. سمر حمد المرشحة السابقة للمجلس التشريعي عن قائمة “القدس موعدنا” عبر حسابها الرسمي على فيس بوك: الشعب الفلسطيني سيفشل المحاولات العبثية للمساس بالأقصى، وسيفشل مسيرة الأعلام المزعومة والتي تأتي كمحاولة يائسة لاستعادة السيادة على القدس بعد أن أبطلها المقدسيون عبر سنوات من الهبات المتتالية .
وكتب الصحفي والكاتب الفلسطيني أحمد الكومي على حسابه على تويتر قائلاً: “التراجع عن مسيرة الأعلام سيلحق ضررا بالغا بحكومة الاحتلال وصورتها داخليا، وقيادة الائتلاف، وخاصة نفتالي بينيت، تحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى إظهار الشجاعة في اتخاذ القرارات والتمسك بها وعدم الرضوخ للتهديدات، وليس المزيد من الضعف الذي قد يخرجها من الباب الذي دخلت منه إلى الكنيست”.
فيما تساءل الصحفي والناشط أحمد أبو عامر ما إن ستنهار “إسرائيل” كما العام الماضي في مسيرة الأعلام أم أنها ستذهب لإنفاذ قرار تنظيم المسيرة رغم تهديدات فصائل المقاومة؟؟
وقال الكاتب والمحلل السياسي د. فايز أبو شمالة معلقاً على طلب الإدارة الأمريكية من “إسرائيل” تغيير مسار مسيرة الأعلام قائلاً: “لو صحت الأخبار عن مطالبة أمريكا لإسرائيل بتعديل الطرق التي ستسلكها مسيرة الأعلام يوم الأحد المقبل. لو صح الخبر، فذلك يعني انتصار أهل القدس، وانتصار جنين ومخيمها، وانتصار أهل الضفة الغربية وفلسطيني 48، وهذا انتصار مشرفٌ لرجال المقاومة في غزة!”
ودعت الناشطة سميرة أبو شعر إلى تظافر الجهود والمشاركة بكل أشكال الرباط بالمسجد الأقصى المبارك، كلٌ بما يستطيع
يذكر أن المقاومة الفلسطينية خاضت معركة “سيف القدس” في شهر رمضان الماضي لمدة 11 يوما، وافتتحتها كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس بضربة صاروخية على مدينة القدس المحتلة، لتفرق جموع المستوطنين الذين خرجوا بـ”مسيرة الأعلام” التي كان مخططاً لها اقتحام المسجد الأقصى.