بقلوبٍ مطمئنة وواثقة، تواجه مرابطات المسجد الأقصى المبارك، آلة الحرب والدمار الصهيونية، التي تسعى بكل قوتها لردعهن وإبعادهن كليا عن باحاته الشريفة.
نساء شددن الرحال من مختلف مناطق فلسطين، ليشكلوا معًا خط الدفاع الأول عن مسجدهم المبارك، في ظل اعتداءات المستوطنين المتواصلة ومخططاتهم التي لا تنتهي والتي تهدف إلى هدم الأقصى كليا، وإقامة الهيكل المزعوم بديلًا عنه.
وفي عدوان يوم الخميس الذي يسميه الاحتلال “ذكرى خراب الهيكل” كان للمرابطات دورًا بارزًا، فرغم إبعادهن ومنعهن من دخول الأقصى إلا أنهن وقفن عند البوابات، ولم تتوقف حناجرهن عن التكبير والتهليل، نصرة للمسجد المبارك، وتأكيدًا على هويته الإسلامية.
عدوان غاشم
المرابطة المقدسية هنادي الحلواني، قالت لـ”معراج”: “الاحتلال يحاول فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى المبارك”، مؤكدة أنه يستغل ذكرى ما يسمى “خراب الهيكل” لتمرير مخططاته المشؤومة.
في حين أكدت المرابطة المقدسية خديجة خويص، نوايا الاحتلال الخبيثة في عدوانه الغاشم على الأقصى من خلال اختلاق كذبة ما يسمى “خراب الهيكل” لاستقطاب أكبر قدر ممكن من المستوطنين لاقتحام الأقصى.
ورفضت المرابطة المقدسية عايدة الصيداوي، اقتحام الأقصى جملة وتفصيلا، مؤكدة أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين وحدهم، ولا حق ولا هيكل للمستوطنين في المسجد الأقصى المبارك.
محاولات فرض وقائع
الهجمة الشرسة التي تقودها جماعات الهيكل على المسجد الأقصى بدعم كامل من حكومة الاحتلال اليمينية المتطرفة، تأتي في إطار محاولة فرض وقائع جديدة على المسجد الأقصى المبارك، في محاولة لتمرير مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد المبارك، والوصول في نهاية المطاف إلى هدم الأقصى وإقامة الهيكل المزعوم.
المرابطة المقدسية خديجة خويص بينت أن الاحتلال يحاول تكريس مخطط التقسيم الزماني والمكاني بالأقصى من خلال تكثيف اقتحامات المستوطنين.
وأكدت الحلواني محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة في الأقصى، مستشهدة بما حدث في عدوان يوم الخميس، حين خرج المستوطنون لأول مرة من باب الأسباط.
وكان المستوطنون قد تمادوا في عدوانهم الخميس على الأقصى، من خلال الدخول بأعداد كبيرة تجاوزت 2000 مستوطنًا، وأدائهم طقوسا تلمودية وسجودًا ملحميا جماعيًا وعلنيُا، إضافة لتقدمهم بطلب رسمي لاستخدام حمامات المسجد الأقصى المبارك.
الإبعاد
وفي سبيل الضغط على مرابطات الأقصى اللواتي يتصدرن دائمًا مشاهد الاقتحام، ويقفن شوكة في حلق المستوطنين المقتحمين، فقد لجأ الاحتلال إلى سياسة الإبعاد، كحل أمثل لحماية المستوطنين وتسهيل اقتحامهم.
وقد كثفت سلطات الاحتلال من قرارات الإبعاد في الآونة الأخيرة لذات الهدف، وطال نساء من مختلف الأعمار، وهو ما أكدته المرابطة هنادي الحلواني، والتي كشفت لمعراج عن أعداد كبيرة من المرابطات اللواتي وجه لهن الاحتلال عقوبة الإبعاد الجائرة.
ورغم هذه السياسة البغيضة تقول خويص: “مهما فعل الاحتلال وأجرم فإننا لن نترك الرباط بالأقصى ولن نبرح البوابات حتى نبلغ التحرير والحرية”.
ووجهت المرابطة عايدة الصيداوي رسالة شديدة اللهجة للمستوطنين قالت فيها: “نقول لحثالة المستوطنين خسئتم الأقصى لنا والقدس لنا والله بقوته معنا”.
مرابطات الداخل
ومع تواصل الاحتلال إجرامه بحق المرابطات المقدسيات، فكان لا بد من مساندة لهن وعدم تركهن وحدهن في مواجهة الاحتلال، فلبت نساء الداخل المحتل النداء، وفزعن لمساندة أخواتهن في المسجد الأقصى المبارك، فأصبحن مرابطات في باحاته، يواجهن اقتحامات المستوطنين.
وقد أبدعت مرابطات الداخل في الوقوف بوجه الاحتلال دون خوف أو رهبة، والذي أغاظه مشهد الصمود والتحدي، فقرر معاقبتهن بإبعادهن أيضًا بل وباعتقالهن.
المرابطة من الداخل المحتل أمية أبو شقرة تقول لـ “معراج”: “سنبقى نرابط في الأقصى وإن أبعدونا عنه سنرابط على أبوابه”، وتابعت بثقة: “نحن على يقين أن الأقصى حق خالص للمسلمين ولن نفرط فيه”.
وشددت أبو شقرة على أن وعد الله قادم، وتحرير الأقصى بات قاب قوسين أو أدنى، مؤكدةً أن المسجد الأقصى المبارك حق خالص للمسلمين، وختمت حديثها قائلة: “الأقصى بكل ما فيه لنا، فإما نحن وإما نحن فيه”.