ليست مزحة.. فمنذ سنين طويلة وهم يخططون للوقت الذي يخرجون فيه أفواجًا لينقضوا على الأقصى ويهدموه! شقوا الأرض وحفروا أسفلها.. وحلقت خفافيشهم بالليل واتخذت مسارها عبر الهواء.. في محاولة جديدة للوصول بأعداد أكبر لأقدس مكان للمسلمين في فلسطين.
فلم يكتفِ الاحتلال ولا دمى الزومبي خاصته التي تدعى بجماعات الهيكل، بسرقتهما لآلاف الدونمات من أراضي المقدسيين، بل صوبا الأنظار لهدفٍ أكثر خطورة، وهو السيطرة على كامل مدينة القدس، وطرد الوجود الفلسطيني منه نهائيًا.
وفي ظل المقاومة الشديدة من المقدسيين والفلسطينيين عندما يتعلق الأمر بمقدساتهم، فإن الاحتلال لجأ للسيطرة التدريجية على أراضي القدس، خاصة تلك القريبة من المسجد الأقصى المبارك.
وقد وجد في بلدة سلوان هدفًا رئيسيًا له، كونها الأقرب من المسجد الأقصى المبارك، حيث تقع جنوبه، إضافة لوجود آثار كثيرةٍ فيها، لذلك بدأ بمعركته التهويدية للسيطرة على أراضي سلوان.
خطورة محدقة
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أكد في حديث خاص مع “معراج” أهمية سلوان للاحتلال، معزيا ذلك لأطماع الاحتلال بالسيطرة على أكبر قدر من الأراضي حول البلدة القديمة وخاصة المسجد الأقصى، وذلك تمهيدًا لتمرير مخططاتهم التوراتية وعلى رأسها إقامة الهيكل المزعوم.
وقال الهدمي:” الاحتلال يدعي وجود أثار قديمة تعود للهيكل المزعوم في بلدة سلوان، على الرغم من أن علماء الأثار والتاريخ نفوا هذه الادعاءات”.
وبين أن الاحتلال استغل بعض الثغرات القانونية في أوراق المقدسيين لإبطال حقهم في أراضيهم وبالتالي مصادرتها وسرقتها وتحويلها لأراضي يهودية.
وأوضح أن الاحتلال اكتشف وجود أنفاق تاريخية أسفل سلوان، الأمر الذي سهل عليه السيطرة على ما أسفل الأرض، وهو ما سهل التدفق البشري أسفل البلدة القديمة.
كل ذلك شكل خطرًا كبيرًا على بلدة سلوان، وجعل تهويدها يعدو بخطى سريعة، دون أن يستطيع المقدسيين إيقاف تغول الاستيطان فيه.
تلفريك القدس
وكشف الهدمي عن نشاط الاحتلال الخطير بإقامة ما يسمى بـ “تلفريك القدس” والذي سيصل الجزء الغربي المحتل من مدينة القدس بالشرقي، وسيمر بباب المغاربة وجبل الزيتون، ما يسهل وصول المستوطنين للبلدة القديمة وهو ما يمهد لاقتحام أوسع وأكثر عددًا للمسجد الأقصى المبارك.
وأكد أن من أهداف هذا التلفريك هو تغيير الوجه الفلسطيني العربي لمدينة القدس، من خلال إقامة مثل هذه المشاريع التي تضفي طابعا يهوديا على المنطقة.
وقال الخبير في شؤون القدس فخري أبو دياب لـ “معراج” :”إن الاحتلال لجأ الآن لتهويد فضاء القدس بعد أن هود أرضها وأسفلها”.
وأوعز السبب لحجب الرؤية عن المسجد الأقصى المبارك، وإضافة الطابع اليهودي على المدينة المباركة.
وأكد أن الاحتلال يهدف من وراء مشروع تلفريك القدس استقطاب أكبر عدد من المستوطنين لاقتحام الأقصى، من خلال تسهيل النقل والحركة لهم.
وشدد على أن هذا المشروع سيعمل على التهام أراضي المقدسيين بسلوان بشكل كبير، كما سيشكل انتهاكا لخصوصيتهم، حيث لن يستفيد الأهالي من أسطح منازلهم، خوفًا من كشفهم من القادمين اليهود عبر التلفريك، والذين سيصبحون مثل الزومبي للمقدسيين يخرجون لهم من السماء على حين غفلة!
وقال أبو دياب: “إن المقدسيين بكل مكوناتهم يرفضون هذه المشارع التهويدية غير الشرعية، وسيواجهونها بكل السبل المتاحة”.