افتتحت “جماعات الهيكل” العام 2023، بجملة من المطالب التي تستهدف المسجد الأقصى، في محاولة لتحقيق أطماعها، باعتبارها هدفًا استراتيجيًا تسعى لإنجازه في عهد وزير الأمن القومي الجديد إيتمار بن غفير، وبناءً على ذلك بدأ جهاز الأمن الإسرائيلي بدراسة هذه المطالبات التي قدّمتها الجماعات للوزير بن غفير.
ويعتبر فتح بوابات الأقصى كاملة أمام الاقتحامات، وفي كل الأيام، بما في ذلك الأعياد والسبت، وتمديد ساعات الاقتحامات حتى ساعات المساء، إضافةً إلى تسهيل إجراءات الفرز بشكل كبير لليهود عند مدخل المسجد وتوسيع المدخل الضيق ووضع جسر حجري من أبرز هذه المطالبات التي قدمتها الجماعات المتطرفة لمكتب وزير الأمن الجديد المتطرف “بن غفير”.
ومؤخراً قدمت ما تسمى بمنظمة “عائدون للمعبد” طلباً رسمياً لشرطة الاحتلال للسماح لها بذبح “قربان عيد الفصح اليهودي” في ابريل القادم داخل المسجد الأقصى المبارك، داعيةً الشرطة لإعطاءهم الموافقة على ذلك بأسرع وقت ممكن حتى تتمكن من إنهاء كافة الترتيبات اللازمة حتى شهر أبريل.
ومنذ عام 2014، و”جماعات الهيكل” المتطرفة تعمل على الإحياء العملي لطقوس “القربان” داخل المسجد الأقصى، وتجري تدريبات عملية لتحقيق ذلك، لاعتقادها بأن إدخال “قرابين الفصح داخل الأقصى يعدّ إحياءً معنويًا للهيكل بالتعامل مع الأقصى، باعتباره قد بات هيكلًا حتى وإن كانت أبنيته ومعالمه ما تزال إسلامية”.
و”القربان هو الطقس اليهودي المركزي الأهم، الذي اندثر باندثار الهيكل، بحسب الزعم التوراتي، وحينما اندثر الهيكل، اندثرت معه تقديم القرابين، وخسرت اليهودية هذا الشكل من العبادة القربانية”.
نائب مدير دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، الشيخ ناجح بكيرات قال في حديث خاص لـ “معراج”، إن المسجد الأقصى الآن هو في محنةٍ عظيمةٍ جداً، فقد التقى عليه أكثر من عدوان أبرزهم عدوان “بن غفير” كونه يمثل سياسة حكومة صهيونية متطرفة تسعى، إضافةً للعدوان الذي تفرزه الأعياد اليهودية التي تسعى من خلالها الجماعات التوراتية لشرعنة أكبر عدد من الطقوس والشعائر التلمودية في الأقصى.
وأشار بكيرات إلى أن هذا العدوان لم يسبق له مثيل وإنما تريد منه حكومة الاحتلال والجماعات المتطرفة أن تجعل من المسجد الأقصى مسرحاً للأحداث يزداد في الصدامات والمعارك يوماً بعد يوم.
وشدد على أن شرارة الحرب الدينية أوشكت على الاشتعال نتيجة الأحداث المتسارعة والاعتداءات اليومية على المسجد الأقصى وأهله يوماً بعد يوم.
وأوضح بكيرات أن ما يحدث في الأقصى يمكن ترجمته عبر ثلاثة مسارات، الأول وهو زيادة العدوان على المسجد الأقصى لجعله ذا قداسة وسيادة يهودية عبر تغيير الواقع المتمثل فيه تماما عما كان عليه في العام 1967.
وأضاف: “المسار الثاني يشكل مسار تحدي من الحكومة الصهيونية ليس فقط للمقدسيين أو الفلسطينيين، وإنما رسالة تحدي للعالم الإسلامي والعربي بشكلٍ أجمع.
وحول المسار الثالث أكد بكيرات لمعراج أننا مقبلين على واقع صدام حاد، ناتج عن أن الاحتلال الإسرائيلي يريد أن يجعل من مدينة القدس عاصمة يهودية، مترجماً ذلك على أرض الواقع بتحويله إلى أماكن ومقدسات يهودية على حساب المسجد الأقصى المبارك الذي لا يقبل القسمة على اثنين، وعلى حساب الفلسطينيين والمسلمين على حدٍ سواء.
وشدد على أن العالم العربي والإسلامي مطالب اليوم بإيقاف هذا النزيف الذي أصاب المسجد الأقصى المبارك.
ويرى باحثون بأن عام 2023 سيكون خطيرًا على القدس وصعبًا على أهلها، فإنه سيكون للأمة امتحان بالغ الصعوبة، من ناحية ضرورة إعادة بناء التفاعل مع ما يجري في القدس والأقصى، وبناء أُطر الالتحام مع قضاياها أكثر، وهو الدور الأساسي للأمة من ناحية الإسناد والدعم والتفاعل.