أكد الباحث والمختص في الشأن المقدسي د. جمال عمرو اليوم الاثنين، أن ما يفعله الاحتلال وجماعات المستوطنين المتطرفة بالأقصى هو إمعان في في تهويد هذا المكان وقداسته الإسلامية، فالاحتلال اليوم يحشد بكل ما أوتي من قوة، ودعوات الجماعات الاستيطانية لاقتحام الأقصى مستمرة ولا تتوقف، ويجب على المرابطين وكل من يستطيع الوصول إلى الأقصى أن يقف سدا منيعا لصد هذه الاقتحامات.
وأشار د. عمرو خلال حديثٍ خاص لـ “معراج”، إلى أنه ومع تصاعد العمليات الفدائية والمقاومة في الضفة الغربية والقدس، نرى الاحتلال يستنفر على أعلى مستوياته الأمنية والسياسية، لتمر فترة الأعياد اليهودية هذه بسلام، فقد استنفر السلطة الفلسطينية واستدعى الأردن وطلب تدخلا أمريكيا، وكل هذا يدل على أن الأمر أصبح مربكاً له بدرجة كبيرة.
ولفت إلى أنه وعلى الجانب الآخر تستمر الدعوات المقدسية لضرورة شد الرحال إلى الأقصى وبشكل مكثف، فالهيئة الإسلامية العليا في القدس أصدرت بيانا تدعو فيه إلى الرباط في الأقصى وكذلك الأوقاف الإسلامية والنشطاء والمرابطين/ـات والمبعدين/ـات منهم أيضاً.
ونوه الباحث عمرو إلى أن المستوطنين اعتادوا في مثل هذه الأيام التي تتزامن مع أعيادهم اليهودية، إغراق الأحياء المقدسية وإغلاقها بالمكعبات الاسمنتية، فلذلك يجب أن يكون هناك تواجد مكثف من أهل القدس والداخل والضفة وكل من يستطيع الوصول إلى الأقصى، وإن لم يتمكن من دخول المسجد فعليه أن يتواجد في محيطه قد استطاعته.
وأضاف د. عمرو: “بهذه الإغلاقات والتشديدات يعتقد الاحتلال أنه سيستطيع حبس أهل القدس وتقييدهم ليتيح المجال للمستوطنين ويفتح لهم الباب على مصراعيه، لكنني لا أعتقد أنهم سينالون مبتغاهم”.
وأكد د. جمال أن سعي الصهاينة للنفخ بالبوق وإدخال “القرابين النباتية” إلى المسجد الأقصى المبارك في عيد “العرش” العبري، ما هو إلا نفخ في النار على رؤوسهم، والتاريخ يبشرنا بذلك، فالصليبيين عندما فعلوا هذه الأفاعيل بالأقصى كانت إيذاناً بطحنهم في فلسطين على رؤوس الأشهاد”.
وتعقيباً على مشهد “رقص مستوطنة إسرائيلية” عند قبة الصخرة في باحات الأقصى، قال الباحث: “إن مثل هذه الأفعال إنما تقربنا جداً من النهاية، فهم قومٌ لا تنم أفعالهم إلّا عن قبح وحقارة ورذالة، وهذه المشاهد تكشف رذالتهم وأكاذيبهم للعالم الذي لطالما أوهموه أنهم واحة الديمقراطية والجيش الأكثر أخلاقا”.
وتابع: “يسمح لمثل هؤلاء الساقطات بالصول والجول في الأقصى، وبالمقابل يحرم أهل الأقصى أنفسهم من التواجد لأنهم مبعدين، فالاحتلال تجاوز كل الاعتبارات وكل الخطوط الحمراء في هذه المرحلة”.
وشدد عمرو على أننا النصر على هؤلاء هين، وإنما يكون بإخلاص الفلسطينيين وثباتهم، مستشهدا بهبة الأسباط وباب الرحمة وكيف فرض المقدسيون إرادتهم على الاحتلال وقطعوا الحديد بأيديهم عندما أراد الاحتلال فرض البوابات الإلكترونية على أبواب الأقصى .
يذكر أن الجماعات المتطرفة دعت عناصرها وجمهور المستوطنين إلى أكبر اقتحام للمسجد الأقصى، والاحتشاد بعائلاتهم وأطفالهم، محددة ذروة عدوانها القادم على المسجد لتكون يوم الثلاثاء الموافق 11 أكتوبر الجاري بمناسبة “عيد العرش”.
وتسعى هذه الجماعات جاهدة عبر دعواتٍ أطلقتها ومكافآتٍ مالية رصدتها، من تمكين المتطرفين من النفخ بالبوق في المسجد الأقصى، وإدخال “القرابين النباتية” إليه، طوال أيام “عيد العُرش”، والذي يلي “عيد الغفران”، خلال الفترة الممتدة من 10-17 تشرين أول/ أكتوبر الجاري.
ويعتبر النفخ البوق بالمسجد الأقصى في نظر الإسرائيليين إعلان “هيمنة وسيادة عليه، وانتقالًا من زمانه الإسلامي إلى زمانٍ عبري جديد، وإنذارًا بقرب مجيء المخلص ليستكمل إقامة الهيكل، وأيضًا تكريس الأقصى باعتباره مركزًا للعبادة اليهودية”.