أكد وزير شؤون القدس الأسبق خالد أبو عرفة، أن الاحتلال يكثف سلسلة اعتداءاته المتراكمة والمتلاحقة على يد الجماعات الاستيطانية الذين تدعمها سلطات الاحتلال بقواتها الشرطية والمخابراتية، لافتا إلى أن هذا المشهد يدلل على اطمئنان الاحتلال بخصوص غياب قوة الردع الفلسطينية والعربية والإسلامية والدولية وعلى رأسها (مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والرباعية الدولية) التي تدعي حماية الحقوق وحرمة المقدسات.
وأضاف الوزير أبو عرفة خلال حديث خاص لـ “معراج” أنه ومع الأسف هناك تنافس شديد بين الجمعيات الاستيطانية للوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشارع الإسرائيلي عبر بيع الدم الفلسطيني وتدنيس المقدسات والتجرؤ على الهوية الفلسطينية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد من مقاعد الكنيست في الحكومة القادمة، وهذا الأمر ليس لصالح الفلسطينيين مطلقاً.
وشدد الوزير الأسبق على أن القرار السياسي هو الذي بنيت عليه كافة الانتهاكات والاجراءات الاستيطانية على أرض الواقع، وما يحدث اليوم هو تنفيذ لهذا القرار عبر الأذرع التنفيذية للحكومة الإسرائيلية والكنيست، والمتمثلة بالشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات والجمعيات الاستيطانية.
واعتبر أبو عرفة أن الصمود والثبات الفلسطيني المقدسي يعود مرة أخرى ليتصدر المشهد بنفس قوي وأمين للشعب والأمة أجمع، وربما تكون هذه الجولة لصالح الاحتلال الأكثر بطشاً وعنصريةً، ولكن الحق هو الذي سيعلو في النهاية، وخاصةً أن هناك أجيالاً فلسطينية لا تستمع للغة الدبلوماسية الفارغة.
ولفت أبو عرفة ألى أن حرية المقدسات من دنس الاحتلال بات اليوم هواء الأحرار ومبتغى الأشراف، ورغم أن كل حر وشريف في أكناف بيت المقدس وخارجها بات اليوم يلاحق ويحاسب على انتماءه لهذه القضية، إلا أننا نعتبرها جولة ستمر وسيأتي اليوم الذي نرى فيه وعد الله حق بتحرير هذه الأرض وتطهيرها من دنس الصهاينة.
ويذكر أن “جماعات الهيكل” المزعوم تحاول بشتى الوسائل تجسيد سيطرتها وهيمنتها على المسجد الأقصى المبارك، خلال موسم الأعياد اليهودية الأعتى عليه، وتحويله لـ “مكان مقدس لليهود”، من خلال دعوة المستوطنين واليمين المتطرف إلى الصلاة علنًا، وأداء الطقوس التلمودية، ونفخٍ جماعي للبوق في المسجد المبارك.
ولم تتوقف الجماعات المتطرفة عن دعواتها لاقتحام المسجد الأقصى خلال الأعياد المقبلة، التي تبدأ بـ”رأس السنة” العبرية يومي 26و27 الشهر الجاري، معتبرة نفخ البوق في المسجد ومن حوله هدفها المركزي في هذه الأعياد.
وحول شرعنة محاكم الاحتلال للطقوس التلمودية في باحات الأقصى كانت الهيئة الإسلامية العليا وهيئة العلماء والدعاة في بيت المقدس، قد أصدرتا بيانا مشتركا قالتا فيه إن “محاكم الاحتلال ليست ذات صلاحية ولا اختصاص في شؤون المقدسات، وقرار السماح بنفخ البوق في مقبرة باب الرحمة هو انتهاك لحرمة المقابر”. كما طالب البيان الاحتلال بإرجاع مفاتيح باب المغاربة، رافضا اقتحامات المسجد من أي باب، ومحملا حكومة الاحتلال المسؤولية عن أي توتر في الأقصى ومحيطه.