يستكمل الأسرى داخل سجون الاحتلال اليوم خطواتهم النضالية التي أعلنوا خوضها داخل السجون، رفضا لمحاولة إدارة السجون التنصل من “التفاهمات” التي تمت في شهر آذار/ مارس الماضي وتعنّت الاحتلال في التراجع عن قراراته المتعلقة بالنقل التعسفي، وذلك للتغطية على فشله الذريع في عملية نفق الحرية العام الماضي، وعليه، نؤكّد على برنامجنا النضالي للأسبوع القادم، والذي يتصاعد يومًا بعد يوم”..
ومع بداية هذا اليوم شرع الأسرى بحل الهيئات التنظيمية في كافة السجون، وبحل هذه الهيئات ستكون إدارة سجون الاحتلال منذ اليوم مجبرة على مواجهة الأسرى كأفراد، وليس كتنظيمات، وستنتهي هذه الخطوات بالإضراب المفتوح عن الطعام في الأول من أيلول/ سبتمبر المقبل، بمشاركة 1000 أسير، إذا ما استمرت إدارة السجون على موقفها الراهن.
رئيس لجنة أهالي الأسرى المقدسيين أمجد أبو عصب أكد في حديثٍ خاص لـ “معراج” أن ما يقارب 450 أسير وأسيرة مقدسيين من حملة الهوية الزرقاء في القدس، يقبعون في سجون الاحتلال يشاركون اليوم في الخطوات النضالية التي أعلنت عنها الحركة الأسيرة داخل السجون ويتوزع هؤلاء الأسرى على كل من سجن رامون ومجدو وعسقلان وهداريم والنقب وإيشل والدامون وشطّة ونفحة وعوفر.
وأشار أبو عصب أن عدد النساء المقدسيات في السجون يبلغ 13 أسيرة؛ أصغرهن الطفلة نفوذ حمّاد التي تبلغ من العمر 14 عاما ونصف العام، بالإضافة لـ 45 طفل قاصرا يقبعون في سجون المسكوبية والدامون ومجدو، ويضاف للمعتقلين المحكومين عشرات الموقوفين في مركز التحقيق في المدينة.
وأضاف الناشط المقدسي أبو عصب أن أسرى مدينة القدس هم جزء أصيل من الحركة الأسيرة الفلسطينية، وهم أبرز الأسرى المتواجدين في كافة قلاع الأسر ولديهم دور بارز وفعال خاصةً أن جزء من هؤلاء الأسرى يعتبروا من قادة الحركة الأسيرة أبرزهم الأسير خالد الحلبي والأسير سليم الجعبة وأسرى آخرين أخذوا على عاتقهم قيادة هذه الفعاليات النضالية والإضراب عن الطعام من أجل لجم إدارة سجون الاحتلال.
وتابع: “أسرى مدينة القدس دفعوا أثماناً كبيرة في مواجهة المحتل، فالاحتلال كان يريد أن يردع أبناء القدس ويلقنهم درساً قاسياً من خلال فرضه أحكام عالية على الأسرى المقدسيين مقارنة بنفس القضايا والتهم لأسرى آخرين من الضفة الغربية وقطاع غزة، ناهيك عن فرض الغرامات المالية الباهظة وقضايا التعويض المرفوعة عليهم من قبل المستوطنين.
وأوضح أبو عصب خلال حديثه لـ “معراج” أنه في العادة تتراوح فترات سجن الأسرى المقدسيين المحكومين بين أقل من 5 سنوات وأكثر من 20 سنة، لكن بشكل عام، فإن معظم الأحكام التي صدرت بحق الأسرى المقدسيين كانت عالية، حيث حُكم نصفهم تقريباً لمدّة تتجاوز العشر سنوات، بينما قضى 31 منهم أكثر من 15 عاماً في سجون الاحتلال حتّى الآن.
ويُعد الأسير المقدسي وائل قاسم صاحب أطول حكم بالقدس، إذ يقضي حكما بالسجن لمدة 35 مؤبدا، بالإضافة إلى 50 عاما، بما يعادل 3515 عاما، واتهمته سلطات الاحتلال بالمسؤولية عن عملية فدائية أدت إلى مقتل 35 إسرائيليا، بينما تعد الأسيرة شروق دويات صاحبة أطول حكم بين الأسيرات إذ حُكم عليها بالسجن الفعلي لمدة 16 عاما بعد اتهامها بمحاولة تنفيذ عملية طعن عام 2015.
ودعى أبو عصب الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية للدفاع عن الأسرى والوقوف إلى جانبهم والسعي الجدي لإطلاق سراحهم والإفراج عنهم، مشيراً إلى أن الاحتلال بات اليوم يستهدف نضالنا الفلسطيني على كافة الأصعدة ويريد أن يجرم هذا النضال، ويريد أن يبرز أسرانا للعالم على أنهم إرهابيين وقتلهم وهدم منازلهم ما هو إلا دفاع عن النفس، واستطاع عبر تواطؤ بعض الأنظمة العربية ودعم الولايات المتحدة الأمريكية إدانة هذا النضال وتشويه صورتنا على أننا عشاق للقتل والدم.
وختم أبو عصب برسالة وجهها للأسرى في السجون قائلاً: “أنتم تيجان على رؤوسنا، حريتكم أمانة في أعناقنا ولن ننساكم أبدأً فأنتم حملتهم هذه الراية نيابة عن الأمة العربية والإسلامية فالقدس ليست للمقدسيين أ الفلسطينيين، القدس والمسجد الأقصى هم جزء من عقيدتنا كمسلمين وكذلك كنيسة القيامة هي جزء أصيل من عقيدة المسيحيين”.
والجدير ذكره أن عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ نحو (4550) أسيرًا، وذلك حتّى نهاية شهر تموز/يوليو 2022، من بينهم (27) أسيرة، و(175) قاصرًا، ونحو (670) معتقل إداري.