ويكأنّ لسان حال الأقصى وهو يُدنّس يقول لنا نحن الفلسطينيون المسلمون في شتّى بقاع الأرض *كل المساجد طٌهِّرت وأنا على شرفي أُدنّس*. ولا يزال على هذا الحال الذي وصل إليه، وقد طال جُرحه وزاد ألمه واشتدّ قهره، بل ويصرخ معه ويستغيث ويستنصر من جديد بصلاح الدين الأيوبي، فمتى يعود أحفاده؟!!
في الوقت الذي تشهد فيه دولتنا المحتلة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف ذكرى إحراق المسجد الأقصى المبارك 53 على يد المُتطرف الصهيوني من أصل أسترالي دينس مايكل روهان، تصول وتجول في ساحات القدس وتقتحم باحات المسجد الأقصى وتُدنِّسه “مستوطنة صهيونية قذرة” وذلك وسط حراسة مُشدَّدة من قوات الاحتلال الصهيوني وتنشر صورًا لها على حسابها انستجرام عبر منصات التواصل الاجتماعي بأعلى درجات الحقارة والوقاحة والقذارة والانحطاط، صور مخزية مُسيئة، فيها إهانة ونجاسة لطهارة وقدسية المكان، صور فاضحة ومُستفزة لمشاعر الفلسطينيين والمقدسيين و *الملايين من المسلمين حول العالم العربي والإسلامي، *فماذا بوسعهم أن يفعلوا تجاه نصرة القدس والمسجد الأقصى، *وماذا عن ردَّة فعلهم، بلا شك، لا شيء كما العادة* !؟!
هذا العالم الذي لم يعُد يستنفر أو يُستفز لانتهاك حُرمات المقدسات الإسلامية، وكأنّهم بهذا الصمت المريب والتخاذل والتهاون الذي مسّ عقيدة المسلمين فرّطوا بالقدس والأقصى، وتركوه وحيدًا يئِنُّ تحت وطأة الاقتحامات الصهيونية المتواصلة من قِبل المستوطنيين وعلى مرأى ومسمع كافة الدول العربية والإسلامية.
مع كل هذا الهوان والألم والقهر الذي أصاب الفلسطينيين على وجه التحديد جرّاء قيام الصهاينة والمستوطنات القذرات اقتحام وتدنيس المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، ثقتنا بالله عزوجل أولًا بأنَّ هذا الإجرام الصهيوني بِحقِّ القدس والأقصى والمقدسات الإسلامية إلى زوال ويُعتبر العلو الأخير بإذن الله، ومن ثم ثقتنا وعهدنا بالمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها كتائب القسّام الذراع العسكري لحركة حماس التي عرفناها بالحافظة لعهدالوطن، الحامية للثوابت الفلسطينية المقدسة، الوفية بالوعد الحقّ بتحرير القدس والأقصى من دنس الصهاينة الغاصبين والمعتدين الذين رضخوا راكعين في جولات المواجهة العسكرية الماضية، وتحديدًا في معركة سيف القدس 2021، عندما اقتحم الصهاينة المسجد الأقصى ورفعوا الأعلام الصهيونية في باحاته وقاموا بتدنيسه واعتدوا على الأحياء المقدسية كحي الشيخ جرّاح، كانت تنهال عليهم ضربات ورشقات الثأر والانتقام للقدس والأقصى قِبلة المسلمين الأولى لمدة أحد عشر يومًا، هؤلاء الأبطال الذين بذلوا أرواحهم فداءً للقدس والأقصى وضحُّوا بأغلى ما يملكون تُرفع لهم الهامات ……………..