قال نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس ناجح بكيرات، إن كل المؤتمرات الصهيونية ما أتت على القضية الفلسطينية إلا بالوبال، وهي جزء لا يجزء من المؤامرة الصهيونية على الأرض والشعب والمقدسات الفلسطينية، وعدو لدود للشعب الفلسطيني هي وكل من يقف خلفها ويدعمها.
وشدد بكيرات في حديثٍ خاص لـ “معراج”، على وجوب فضح وكشف نوايا مثل هذه المؤتمرات التي يقودها الاحتلال ويسعى عبرها للسيطرة على أرض ومقدسات لا يمتلكها، لافتاً إلى أننا أمام وجود صهيوني يتمثل بالحكومة الصهيونية والاحتلال ويجب علينا السعي لإنهاء هذا الاحتلال عن أرضنا ومقدساتنا وعلى رأسها المسجد الأقصى المبارك.
وكان رئيس حزب الصهيونية الدينية “بستلئيل سموترتش” قد أعلن قبل أيام عن استعداده لعقد مؤتمر صهيوني كبير لقادة جماعات الهيكل وقادة اليمين، لبحث فرض السيادة على “شرقي القدس” وبلورة خطة العمل في هذه المدينة.
وفي السياق أوضح بكيرات لـ “معراج”، أن هذه المؤتمرات تسعي لتحقيق ثلاثة أهداف رئيسية، أولها جلب الدعم الإعلامي والسياسي واللوجستي للاحتلال، عبر توفيره من الداخل والخارج، ومحاولة إمداد هذا الاحتلال بكل سبل تثبيته وإبقاءه على هذه الأرض، وإخراجه من أي أزمة عبر الترويج له سياسياً وإعلامياً إضافةً لإمداده بالمليارات.
وأضاف أن الهدف الثاني من هذه المؤتمرات يأتي في سياق “حرب الرواية” ومحاولات قلب الطاولة على الوجود العربي الإسلامي في فلسطين، عبر سعيها لتسخير بعض الأنظمة العربية والدولية لتقدم روايةً صهيونيةً جديدة، هدفها الأول قلب وتزوير الحقائق والرواية الفسطينية العربية القرآنية، تحت مسمى “التطبيع” وهو أمر خطير جداً لأنه يحاول تجميل صورة الاحتلال عبر إظهاره واقعاً وليس احتلال.
وتابع أما الهدف الثالث فيتمثل فيما يحاك في مثل هذه المؤتمرات من مؤامرات عبر صياغات سياسية وسرية، شأنها شأن مخططات السيطرة وفرض السيادة الأمنية المطلقة، وإعطاء الاحتلال شرعية وغطاءً سياسي في ما يتعلق بالاعتداء على المقدسات، وأبرزها ما فعله الاحتلال بالمسجد الأقصى المبارك من انتهاكات وحفريات واقتحامات واعتداءات.
وحول اختيار الاحتلال أراضي بلدة الطور شرق مدينة القدس لعقد هذا المؤتمر أكد بكيرات أن اختيار هذا الموقع لم يكن عبثاً وإنما ليرسلوا رسالة على أنهم إنما ينظروا للمسجد الأقصى على أنه غير موجود ويتخيلونه أنه “هيكل”، ويتغنون بعقد مؤتمرهم في قلب العاصمة المقدسة لافتاً إلى أنه دائماً ما يكون عنوان هذه اللمؤتمرات هو “القدس”، سعياً منهم لسلب ما فيها من مقدسات من أصحابها.
وشدد بكيرات على أن وجودهم في هذه المنطقة بالتحديد وإعلانهم لمؤتمرهم في ذات المكان الذي أقسم به الله تعالى (والتين والزيتون)، والذي وقف فيه سيدنا عمر بن الخطاب، والذي جاء إليه صلاح الدين، على الجبل المطل على مدينة القدس، “جبل الزيتون” المقدس ، جاء بتخطيطٍ منهم لتجريده من قداسته الإسلامية وجعله يحمل قداسةً يهودية بُنيت على خرافات هيكلية لا غير.
ويذكر أن هذا المؤتمر سيقام في مستوطنة “بيت أوروت” المقامة على أراضي بلدة الطور شرق القدس المحتلة، وسيحمل عنوان “أقف على الحائط وأطالب بالسيادة”، وسينعقد بمشاركة قيادة حركة “السيادة اليمينية المتطرفة” وممثليها في “الكنيست” وبحضور حاخامات وشخصيات عامة ورؤساء بلديات ومستوطنين.