معراج – القدس
تعتبر دار الفتياني جزءاً لا يتجزأ من النسيج التاريخي والثقافي لمدينة القدس، إذ ترتبط ارتباطاً وثيقاً بعائلة الفتياني العريقة التي لها جذور تمتد إلى العصور الإسلامية الأولى.
يعود نسب هذه العائلة إلى ذرية الإمام علي بن أبي طالب، وقد تولى أفرادها منذ قرون طويلة مناصب دينية وثقافية حيوية داخل بيت المقدس.
يرتبط اسم الفتياني بالوظيفة الدينية التي تولّاها أجداد العائلة في بيت المقدس، إذ كان لهم دور بارز في إمامة قبة الصخرة وإدارة شؤون المسجد الأقصى.
لم تقتصر مساهمات الفتيانيين على المناصب الدينية فحسب، بل شملت أيضاً النشاط الثقافي والتعليمي.
فقد ساهموا في تأسيس المدارس والوقف الديني، كما كانت مكتبتهم بمثابة مرجع هام للباحثين والمهتمين بالمخطوطات النادرة والتراث الإسلامي في القدس.
إن دار الفتياني ليست مجرد مسكن عائلي، بل هي شاهد حي على مسيرة عطاء طويل قدمته العائلة في خدمة المقدسات والحفاظ على الهوية الفلسطينية في مواجهة التحديات التاريخية والسياسية.