معراج – القدس
الزاوية اللؤلؤية تُوجد داخل البلدة القديمة في مدينة القدس المحتلة، ويعود تاريخها إلى العصر المملوكي. لا تُقام فيها عادةً صلاة الجمعة أو العيدين، ويقصدها التجار بشكل خاص بسبب موقعها المميز بجوار أسواق “باب العامود”، إضافة إلى كونها مكانًا يلجأ إليه المبعدون عن المسجد الأقصى.
“زاوية باب العامود”
تقع الزاوية اللؤلؤية في سويقة باب العامود، أحد أسواق البلدة القديمة في القدس، عند بداية الطريق المؤدي إلى حارة السعدية في الحي الإسلامي. سُميت الزاوية نسبةً إلى واقفها بدر الدين لؤلؤ غازي، الذي كان مملوكًا للملك الأشرف شعبان بن حسين، أحد سلاطين المماليك.
بدر الدين لؤلؤ كان ينتمي لعائلة قلاوون التي حكمت مصر وفلسطين لأكثر من 100 عام، وقد أعتقه الملك الأشرف ليصبح أحد قادة جيشه البارزين.
تأسست الزاوية اللؤلؤية في القرن الرابع عشر الميلادي كزاوية صوفية مخصصة للتعبد والتأمل، وهي نوع من المنشآت الدينية التي لا تعتمد على المئذنة أو المنبر.
أسسها بدر الدين لؤلؤ في القدس لتكون مركزًا دينيًا واجتماعيًا بارزًا، ساهم في إثراء الحياة الثقافية والدينية في المدينة.
في ذلك العصر، كانت الزوايا الصوفية منتشرة وتهدف إلى توفير أماكن للعبادة والتأمل الروحي. ومع مرور الوقت، تم تحويل المبنى إلى روضة للأطفال، ثم إلى مدرسة ابتدائية، قبل أن يصبح مسجدًا في خمسينيات القرن الماضي، مُضافًا إليه مئذنة حديدية.
وأصبحت الزاوية ملتقى هامًا للعبادة والتعليم، إلى جانب تقديمها خدمات اجتماعية واسعة للفقراء والمحتاجين.
كما تضم الزاوية قاعة للاجتماعات، ومطهرة للوضوء، ومكتبة، بالإضافة إلى مكان لإطعام الفقراء، مما يعكس رؤية مؤسسها في تعزيز الأبعاد الروحية والاجتماعية في القدس.
“زاوية اللؤلؤية المجتمعية”
لعبت الزاوية اللؤلؤية دورًا بارزًا في الحياة الاجتماعية بالقدس، لاسيما خلال المناسبات الدينية والاجتماعية.
عائلة العلمي المقدسية تعتبر من بين العائلات البارزة التي تولت مسؤوليات هامة في إدارة الزاوية وصيانتها، مما ساهم في الحفاظ على سيرها وانتظامها.
يعكس هذا الدور الاجتماعي أهمية الزاوية كإحدى الركائز المجتمعية التي تساهم في صون التراث الثقافي والديني في القدس.