أكد نائب رئيس الحركة الإسلامية الشيخ كمال الخطيب، أن ما يخطط له المستوطنون من تنفيذ “ذبح القرابين” في ساحات المسجد الأقصى المبارك يعد نقلة نوعية لم تحدث من قبل، لافتاً إلى أن الجماعات الدينية المتطرفة كانت دائماً ما تقوم بهذه الطقوس قبيل عيد الفصح في أماكن بعيدة عن الأقصى المبارك، وفي كل عام نجدهم يتخذون خطوة باتجاه أسوار الأقصى وتحديداً منذ العام 2014.
وأوضح الخطيب في حديثٍ خاص لـ”معراج” بأن الجماعات المتطرفة تتحدث بكل وضوح عن سبب هذه النقلة النوعية، ألا وهي اغتنام فرصة تاريخية تتمثل بوجود بن غفير في رئاسة الوزراء، وكيف لا وهو من كان يأتي بذاته في السنوات الماضية برفقة عصاباته إلى بوابات الأقصى المبارك في محاولة لذبح هذه القرابين.
وأضاف: “في الماضي كانت شرطة الاحتلال تمنع تنفيذ هذه المظاهر والطقوس وتحاول السيطرة عليها خشية التصعيد، واليوم بن غفير نفسه هو من يترأس الشرطة ومن يصدر الأوامر لذلك يعتبر المستوطنون أن في هذا العام فرصة ذهبية لا بد من استثمارها”.
ولفت الخطيب إلى أن مفردات مؤتمري اللقمة في العقبة وشرم الشيخ قد هيئ الظروف لمثل هذه الخطوة، متسائلاً: “ما معنى أن يتم إصدار تعميم رسمي من الأوقاف الأردنية بأن الاعتكاف في شهر رمضان يسمح به فقط في العشر الأواخر وفي يومي السبت والجمعة”.
وتابع: “الأوقاف الأردنية تدرك جيداً بأن يومي الجمعة والسبت أيام لا يتم اقتحام الأقصى بها وفي العشر الأواخر ستكون قد انتهت أيام عيد الفصح الذي يخطط لأن يتم به تنفيذ ذبح القرابين عند بوابات الأقصى المبارك”.
وشدد الخطيب خلال حديثه لـ “معراج” على أن هذا الاندفاع والحماسة لتنفيذ “ذبح القرابين” هذا العام له وللأسف غطاء سياسي من خلال فخ وقعت في شباكه دول عربية كانت ساحته مؤتمري “العقبة” و”شرم الشيخ”.
وأكد على أن قضية تهويد القدس ليست مسألة خاصة بالجماعات المتطرفة بل هي مسألة تعمل عليها حكومات إسرائيلية متعاقبة منذ مدة، فمنذ حوالي 8 سنوات تم تشكيل لجنة وزارية من 8 وزارات لتلتقي على طاولة واحدة وتنسق لمشروع تهويد القدس وبناء الهيكل، ولأجل ذلك تنظر جماعات الهيكل لأن ما كان في الماضي حلماً اليوم جاءت الفرصة لأن يصبح حقيقة.
وأشار الشيخ الخطيب إلى أن أهل القدس والداخل الفلسطيني هم الأقرب فلسطينياً وعربياً وإسلامياً للمسجد الأقصى دون باقي الأمة العربية والإسلامية، وقدرهم بأن يحملوا شرف الرباط فيه والدفاع عنه وأن يكونوا صمام أمانه نيابةً عن الأمة.
وأوضح أن ثبات وصمود المقدسيين والمرابطين رغم كل ما يحدث لهم من إبعاد واعتقال واعتداء وتنكيل، لم يفلح في كسر إرادتهم، وما نراه يثلج الصدر، فعزيمتهم دائماً في ازدياد ولم يؤثر بهم خذلان العرب والمسلين ولا وقاحة الاحتلال ولا سلطة التنسيق الأمني التي تطعنهم في الظهر كل يوم.