أصبح واضحًا للعيان أن الاحتلال تمادى كثيرًا في انتهاكاته فيما يخص المسجد الأقصى المبارك، فبعد أن نجح بتكريس مبدأ التقسيم الزماني، وإدخال المستوطنين عنوة ومنع المسلمين من الصلاة في أوقات اقتحام المستوطنين، أصبح اليوم يطالب بتقسيم مكاني للمسجد المبارك.
وفي سبيل تحقيق ذلك، أصبح يستغل الجانب الديني لإقناع المستوطنين خاصة المتدينين منهم باقتحام المسجد المبارك، واستغل كل الأعياد اليهودية ليكرس مبدأ اقتحام الأقصى وأداء طقوس تلمودية بداخله.
واليوم يقفز لنا بقضية جديدة وأكثر خطورة، وهي البقرة الحمراء، والتي حسب المعتقد الديني اليهودي المطهرة لملايين المستوطنين، والتي تسمح لهم بعد ذلك باقتحام الأقصى بأعداد كبيرة جدا.
رئيس الهيئة
ما هي البقرة الحمراء؟!
رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أكد لـ “معراج” أن المسجد الأقصى المبارك، ينتظره خطورة كبيرة، بعد ما تم نشره من تقرير على القناة 12 العبرية، حول وصول خمس بقرات حمراء من تكساس الأمريكية إلى الاحتلال.
وبحسب المعتقد اليهودي فإنه لا بد من ذبح بقرة حمراء بمواصفات معينية ودقيقة، أهمها أن تكون خالية من العيوب والشوائب والأمراض، ويجب أن تكون حمراء تماما، فوق جبل الزيتون ثم نثر رمادها على أبواب الأقصى، وخلطه مع أنواع من النباتات حتى تكفي لتطهير ملايين اليهود، وذلك لأن هذه الجماعات الدينية اليهودية تعتقد أن هناك نوع من النجاسة في اليهود تمنعهم من دخول الهيكل المزعوم إلا إن تطهروا برماد البقرة الحمراء!
كما يعتبرون إيجاد البقرة الحمراء رسالة من الله تخبرهم أنه يجب عليه الآن إقامة الهيكل المزعوم، كما أن العثور عليها مرتبط بظهور المسيح المخلص حسب اعتقادهم.
رماد البقرة
وبالعودة إلى البقرات الخمس التي وصلت إلى الاحتلال، فإنه حسب تقرير القناة العبرية، ينقصهم خمسة أشهر من العمر حتى يصلوا للسن الذي حددته رواياتهم التوراتية المزعومة، بمعنى أنهم من الآن حتى وصول البقرات إلى السن المحدد سيتم تمهيد المجتمع الصهيوني لهذا اليوم المشؤوم، والذي ستحدد البقرة الحمراء المقصودة، ويتم حرقها فوق جبل الزيتون ونثر رمادها قبالة المسجد الأقصى المبارك، وتطهير الصهاينة.
وبذلك فإن هذا الرماد سيكون شرارة تفجير المنطقة ككل إن مضت جماعات الهيكل بمخططاتها الخطيرة هذه.
وبحسب الهدمي فإن ما شجع جماعات الهيكل على المضي قدما في مخططاتهم والتمادي في انتهاكاتهم، هو غياب الرادع الحقيقي الدولي والعربي.
كما أن أهم عامل يعود لوصول المتطرفين المتبنين لفكرة إقامة الهيكل المزعوم لسدة الحكم مثل بن غفير وسموتريتش، الذين شجعوا جماعات الهيكل على التمادي بانتهاكاتهم، كما أنهم ضغطوا على الحكومة لإسناد هذه الجماعات وتوفير لهم الأمن والحماية الكاملة.
سبل الحماية
وأكد الهدمي على ضرورة الوقوف بوجه هذا المخطط الخطير، الذي يستهدف بشكل مباشر المسجد الأقصى المبارك، ويهدد وجوده.
ودعا الأمتين العربية والإسلامية على اتخاذ موقف موحد وسريع للوقوف في وجه مخططات جماعات الهيكل، وردعها عن المضي قدما في إجراءاتها الخطيرة.
وأشار إلى أن البقرة الحمراء وكل الانتهاكات السابقة للمسجد الأقصى هي بمثابة حرب دينية معلنة على أقدس مكان عند المسلمين فيه فلسطين، ويجب الدفاع عنه في كل السبل الممكنة وعدم ترك المقدسيين لوحدهم في مواجهة الاحتلال وحكومته الفاشية.